الأربعاء 2 يوليو 2025
spot_img

رادار Don-2N الروسي: حماية متطورة لموسكو من الصواريخ

يُعتبر رادار Don-2N الروسي، المعروف باسم “صندوق الحماية” في أوساط حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ركيزة أساسية في البنية التحتية الدفاعية الاستراتيجية لروسيا، حيث يهدف إلى حماية البلاد من تهديدات الصواريخ الباليستية.

موقع الرادار

يقع هذا الرادار الضخم في منطقة سوفرينو بالقرب من بوشكينسكي بمقاطعة موسكو، ويشكل جزءاً حيوياً من نظام A-135 الروسي للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وفقاً لمجلة “The National Interest“.

تجسد القدرات المتقدمة لرادار Don-2N وتصميمه الفريد واستمرار تحديثه أهمية هذا الرادار في نطاق الأمن القومي الروسي.

مواصفات فنية

يمتاز رادار Don-2N بهيكله الجذاب، حيث يتخذ شكل مخروطي رباعي، ويحتوي كل جانب من جوانبه الأربعة على رادار يعمل بترددات عالية (-SHF) بقطر 59 قدماً، مما يوفر تغطية كاملة بزاوية 360 درجة للكشف عن الصواريخ وتتبعها.

بالإضافة إلى ذلك، يضم الرادار مصفوفة هوائيات مربعة بمساحة 33 قدماً، والتي تُستخدم لتوجيه الصواريخ الاعتراضية عبر وصلة بيانات، حيث تُعزز هذه التركيبة فعالية النظام.

قدرات الاكتشاف

يتيح للرادار اكتشاف أجسام صغيرة، قد لا يتجاوز حجمها 5 سنتيمترات، على مسافات تصل إلى 1243 ميلاً وارتفاعات تصل إلى 24855 ميلاً.

يعتمد النظام على حاسوب عملاق من طراز Elbrus-2، حيث يُدير العمليات الحسابية المعقدة اللازمة لتتبع أهداف متعددة وتحليل مساراتها وتنسيق عملية الاعتراض.

تعزيز الاستقلالية

تتيح هذه القدرات للرادار العمل بشكل مستقل، وهي ميزة حيوية في حالة فقد الاتصال مع مركز القيادة والتحكم.

تصميم الرادار بمصفوفة مرحلية مع مصفوفات مسح إلكتروني يعزز من سرعته ودقته، مما يجعله قادراً على تنفيذ مهام الكشف والتتبع وتوجيه الصواريخ في وقت واحد.

التاريخ والارتباطات الجيوسياسية

تعود مسيرة تطوير رادار Don-2N، كما هو الحال في العديد من جوانب التاريخ العسكري الروسي الحديث، إلى الديناميكيات الجيوسياسية خلال فترة الحرب الباردة، خاصة بعد معاهدة حظر الصواريخ المضادة للباليستية عام 1972.

سمحت هذه المعاهدة للولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتحديد مناطق دفاع صاروخي خاصة بهما، حيث اختار كل منهما موقعه الاستراتيجي.

التطورات والتجارب

بدأ إنشاء رادار Don-2N عام 1978، وبلغ كامل قدرته التشغيلية بحلول عام 1989، ليبدأ العمل الرسمي في عام 1996 بعد اختبارات مكثفة خلال دمجه في نظام A-135.

طُوّر نسخة تجريبية تُعرف باسم Don-2 NP في موقع اختبار ساري شاجان في كازاخستان لتكون ميدان اختبار للتقنيات المتطورة المستخدمة بعد ذلك في Don-2N.

أهمية الدفاع الاستراتيجي

وفقاً لمجلة The National Interest، يُعد تطوير رادار Don-2N إنجازاً هندسياً ذا مغزى، حيث تطلب مواد وتصنيعاً دقيقاً بالإضافة إلى برمجيات متطورة تلبي احتياجات الدفاع الصاروخي الحديث.

ساهمت منشأة فريازينو في شمال شرق موسكو بشكل محوري في إنتاج مكونات الرادار بمواصفات عسكرية عالية الجودة.

الأثر على الاستراتيجية العسكرية

تتجلى الأهمية الاستراتيجية لرادار Don-2N من خلال تخصيص الجيش الأميركي 69 سلاحاً نووياً لمناهضة المنشأة، ما يشير إلى تهديدها المحتمل للمصالح الأمريكية.

ويعكس هذا الاستهداف دور الرادار في تعطيل الهجمات الصاروخية المحتملة، مما يجعله أحد الأصول الحيوية لروسيا.

الوظائف الأساسية

يتمثل الدور الرئيسي لرادار Don-2N في الكشف عن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات وتوفير الإنذار المبكر لنشر صواريخ الاعتراض من طراز 53T6.

كما يعزز الرادار قدرته على تصنيف الرؤوس الحربية وتمييزها عن الصواريخ المزيفة، مما يعكس فعاليته العالية في التصدي للتهديدات الباليستية المتقدمة.

دمج الرادار في الأنظمة الأخرى

يساهم Don-2N أيضاً في مراقبة الفضاء الروسي، حيث يقوم تلقائياً بالكشف عن وتتبع الأجسام في مدار الأرض، ولا سيما خلال تجربة مشتركة مع الأمريكيين في عام 1994.

أكدت التجربة على قدرة الرادار في رصد أجسام صغيرة على بعد يصل إلى 1243 ميلاً، مما يبرز تفوقه على أنظمة رادارية أخرى.

إن تكامل Don-2N مع شبكة الإنذار المبكر في روسيا، بما في ذلك رادارات Voronezh والأقمار الصناعية EKS، يوفر تغطية شاملة وتنسيقاً محكماً لمواجهة التهديدات الصاروخية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك