بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى السعودية، أكد مودي أن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي أُطلق في 2023 يمثل مستقبلًا واعدًا للتجارة والنمو، ويعتبر خطوة نحو تعزيز الروابط التجارية لعقود قادمة. وصف هذا الممر بأنه “طريق الحرير الجديد للقرن الحادي والعشرين”، مشيرًا إلى الفوائد التي ستحققها الأجيال المقبلة.
زيارة مودي الثالثة للسعودية
في مقابلة مع صحيفة “عرب نيوز” قبيل زيارته الثالثة إلى السعودية، أقر مودي بدور المملكة كأحد أهم شركاء الهند واعتبرها صديقًا موثوقًا وحليفًا استراتيجيًا. وأوضح أن “مجلس الشراكة الاستراتيجية” يعد نقطة تحول بارزة في العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا إلى توسع آفاق التعاون منذ إنشائه.
عبر مودي عن تطلعات بلاده للعمل مع السعودية في تعزيز أسس السلام والازدهار لمصلحة شعبي البلدين والعالم. كما أكد أن الهند تعتبر المملكة قوة إيجابية تساهم في استقرار المنطقة، متشاركين في الحفاظ على الأمن الإقليمي ومواجهة التحديات المتزايدة.
التكامل بين الرؤى
أشار رئيس الوزراء الهندي إلى وجود تكامل كبير بين “رؤية السعودية 2030” و”رؤية الهند 2047″، موضحًا أن العلاقات التجارية بين البلدين لم تقتصر على الصمود فقط بل وسعت نطاقها حتى وسط التحديات العالمية. كما أوضح أن الشراكة الفعالة تتركز على إبرام معاهدة استثمار ثنائية بين الهند والسعودية.
وأكد مودي على دور الشركات الهندية وقطاع الصناعة السعودي في تعزيز العلاقات، معربًا عن النجاح الذي تحقق في تنويع مصادر التجارة، خاصة في مجالات الزراعة والأسمدة. كما أشار إلى أن التعاون في مجال الطاقة يحتل أهمية مركزية، مع إمكانية تطوير مشاريع مشتركة في مجالات مصافي النفط والبتروكيماويات.
إسهامات الشركات الهندية
أكد مودي أن الشركات الهندية تلعب دورًا حاسمًا في تحقيق “رؤية السعودية 2030″، حيث تساهم في مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا ضمن مشاريع ضخمة. دعا مودي الشركات السعودية للاستفادة من الفرص المتاحة في مجال البنية التحتية والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة.
أضاف مودي أن التعاون الأمني بين البلدين شهد تقدمًا ملحوظًا يشمل مكافحة الإرهاب والتطرف. كما أكد على أهمية التعاون في مجال الأمن السيبراني، موضحًا أهمية هذا التعاون في ظل الظروف الراهنة.
التواصل الثقافي بين البلدين
حظيت العلاقات الشخصية بين قادة البلدين باهتمام مودي، حيث أبدى إعجابه برؤية ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وشغفه بتحقيق تطلعات الشعب السعودي. كما أبرز الدعم الكبير الذي قدمه الأمير للمجتمع الهندي في المملكة.
وعبر مودي عن عمق التواصل الثقافي بين الهند والسعودية، موضحًا أن الجالية الهندية التي تتجاوز عددها مليونين وسبعمائة ألف تعتبر حلقة وصل بين البلدين. كما أعرب عن امتنانه لقادة السعودية على رعايتهم للحجاج الهنديين، وخاصة خلال الأوقات الصعبة التي مرت بها البلاد بسبب جائحة كوفيد-19.
