جرت تحية عسكرية غير اعتيادية، حيث قدم رئيس هيئة الأركان الباكستاني الفريق أول ساهر شمشاد مرزا التحية لشيخ الأزهر أحمد الطيب خلال لقاء رسمي.
تعزيز العلاقات الثقافية
في بداية اللقاء، أكد الإمام الأكبر أحمد الطيب على عمق العلاقات التي تربط الأزهر الشريف بجمهورية باكستان الإسلامية. وأشار إلى أن الطلاب الباكستانيين الذين يدرسون في الأزهر كان لهم دور كبير في تعزيز هذا الرابط. وذكّر بأن باكستان تمثل نموذجاً لتقدم العقل الإسلامي، معرباً عن حرص الأزهر على تعزيز التعاون العلمي والثقافي مع باكستان.
كما أبدى الشيخ استعداد الأزهر لافتتاح مراكز تعليم اللغة العربية في باكستان لمساعدة المواطنين الباكستانيين في تعلم لغة القرآن الكريم. وأوضح أن الأزهر ينوي زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الباكستانيين من 30 منحة في الوقت الراهن، لتلبية احتياجات الشباب الراغب في دراسة العلوم الشرعية والعلمية، مثل الطب والهندسة.
القضية الفلسطينية
في حديثه، تناول شيخ الأزهر معاناة أهل غزة وجعلها محوراً للحديث، مستنكراً الظروف الصعبة التي يعايشها الشعب الفلسطيني. وأكد على ضرورة اتحاد الأمة الإسلامية حول القضية الفلسطينية، معتبراً إياها قضية تهم العالم بأسره.
وشدد الشيخ على عدم الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم دون حل عادل للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. كما استنكر غياب القضية الفلسطينية عن مناهج التعليم في معظم بلدان العالم الإسلامي، مما أثر سلباً على وعي الأجيال بأهمية هذه القضية.
شكر وتقدير
من جهته، أعرب الفريق أول ساهر شمشاد مرزا عن افتخاره بلقاء الإمام الأكبر، معبراً عن تقدير باكستان قيادةً وشعباً لمكانة الأزهر. وصرح أن هذا اللقاء يعد شرفاً عظيماً، حيث يمثل الأزهر رمز الوسطية الإسلامية. كما أشار إلى أهمية منهج الأزهر، الذي يحظى باحترام الشعب الباكستاني.
وأعرب عن شكره للأزهر على اهتمامه ورعايته للطلاب الباكستانيين الدارسين، مشيداً بمبادرة إنشاء مراكز تعليم اللغة العربية. وأكد أن الأجيال السابقة من باكستان كانت تُدَرَس اللغة العربية كمادة أساسية، نظراً لأهميتها في فهم القرآن الكريم.
دعوة رسمية
وفي ختام اللقاء، وجه رئيس الأركان الباكستاني دعوة رسمية للإمام الأكبر لزيارة باكستان، معرباً عن تطلع الشعب الباكستاني لهذه الزيارة. وقد رحب شيخ الأزهر بهذه الدعوة، مؤكداً عزيمته على تلبيتها في أقرب فرصة ممكنة.