الحكومة البريطانية تدافع عن رئيسة الاستخبارات الجديدة على خلفية ماضي جدها، القيادي النازي، مؤكدةً أن بلايز مترويلي لم تعرف جدها ولم تلتق به، وأن أصولها المعقدة ساهمت في التزامها بمنع الصراعات وحماية بريطانيا.
خلفية عائلية “معقدة”
المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أوضح أن أصول مترويلي اتسمت بالصراع والانقسام، وهو وضع مشابه للكثيرين من ذوي الأصول الأوروبية الشرقية، مؤكداً أن هذا التراث بالتحديد عزز التزامها بحماية بريطانيا.
الإعلان عن تعيين مترويلي، كأول امرأة تترأس الاستخبارات البريطانية في تاريخها الممتد لـ 116 عامًا، أثار تساؤلات حول خلفيتها العائلية.
“الجزار” في خدمة النازية
الوثائق التاريخية كشفت أن جدها، قسطنطين دوبروفولسكي، انشق عن الجيش الأحمر السوفياتي ليصبح كبير الجواسيس النازيين في منطقة تشيرنيهيف الأوكرانية، حيث كان يُعرف بـ “الجزار” أو “العميل رقم 30”.
صحيفة “ديلي ميل” البريطانية نشرت تفاصيل عن دور دوبروفولسكي، استنادًا إلى مئات الصفحات من الوثائق التي عثرت عليها في أرشيف مدينة فرايبورغ الألمانية، والتي تظهر تورطه في جرائم حرب مروعة.
جرائم حرب مروعة
تشير الوثائق إلى أن دوبروفولسكي شارك شخصيًا في “إبادة اليهود”، ونهب جثث ضحايا الهولوكوست، وتورط في قتل اليهود، وضحك أثناء مشاهدته الاعتداء الجنسي على السجينات.
البروفسور أنتوني غليز، المتخصص في شؤون الاستخبارات، يرى أن الكرملين ربما كان على علم بماضي عائلة مترويلي منذ لحظة تعيينها، وقد يكون ينتظر الوقت المناسب للكشف عن هذه المعلومات.
ملاحقة سوفيتية
“بي بي سي” ذكرت أنها اطلعت على أدلة تشير إلى أن الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) أدرجت دوبروفولسكي على قائمة المطلوبين عام 1969، لاتهامه بالمشاركة في إعدام مواطنين سوفيات والهروب مع الألمان.
بعد الحرب، فرت زوجة دوبروفولسكي وابنهما إلى بريطانيا، حيث تزوجت من ديفيد مترويلي عام 1947، وحصل الابن لاحقًا على اسم زوج والدته.
من هوية مزيفة إلى الاستخبارات
قسطنطين الابن، الذي حمل اسم مترويلي لاحقًا، كان لقبه لا يزال دوبروفولسكي حتى عام 1966، قبل أن يصبح أخصائي أشعة ومحاربًا في الجيش البريطاني، وولدت ابنته بلايز مترويلي عام 1977.
مترويلي، التي انضمت إلى الاستخبارات عام 1999، تشغل حاليًا منصب رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار، وتستعد لتولي منصب رئيسة الاستخبارات خلفًا للسير ريتشارد مور.