لم أكن أتوقع أن أرى كل هذا الجمال الذي شاهدته بعيني على أرض الواقع في مدينة العلمين الجديدة، صحيح أنني ذهبت إلى هناك لقضاء عطلتي الصيفية بناءً على ما سمعته من الأصدقاء وما شاهدته على شاشات التلفاز، لكن من سمع ليس كمن رأى، فقد أبهرني ما رأيت، حقا انبهرت من كم الجمال الذي لا يوصف، ومن حجم الإنجاز الضخم الذي تم في هذه المدينة التي لم يتجاوز عمرها بضع سنوات.
العلمين الجديدة.. قاهرة الألغام
هذه المدينة الساحرة ليست مجرد مدينة مصرية جديدة، إنها شهادة حية وواقعية للرؤية المصرية المستقبلية، شهادة على أن مصر الحاضر والمستقبل لديها رؤية واضحة وخطة جديدة لمستقبل أفضل، إنها شهادة بأن مصر تستطيع أن تفعل وأن تنهض في أي مكان وأي زمان، إنها مدينة جديد تضاف إلى مدن مصر وأسرار ومناطقها الجميلة.
أكرر: نعم تستطيع مصر أن تفعل ما تشاء في أي مكان وأي زمان، فقد حولت هذه البقعة المليئة بالألغام والتي لم يكن أحد يستطع فقط المرور عبرها منذ الحرب العالمية، حولتها مصر في زمن قياسي وفي وقت صعب إلى مدينة سياحية عالمية تضاهي بل وتتفوق بجمالها وأناقتها على كبرى المدن العالمية التي سبقتها.
أشارككم هذه الكلمات لتعيشوا معي تلك اللحظات التي استمتع فيها على شواطئ هذه المدينة الساحرة، أحدثكم وأنا الآن في مدينة العالمين الجديدة، أحدثكم وأنا جالس على رمالها البيضاء أمام مياه شواطئها الفيروزية النقية، لا أبالغ عندما أخبركم أنني منذ اللحظة الأولى التي وصلت فيها إلى هنا شعرت وكأنني انتقلت إلى عالم آخر لم أكن أتخيل أنه موجود في مصر، فجمال المدينة لا يوصف وبنيتها التحتية متقدمة ومصممة على أعلى قدر من المعايير العالمية.
جمال شواطئها خطفت قلبي منذ لحظة وصولي، فمياهها نقية بدرجة عالية من الجمال، ورمالها البيضاء وسط هذا النقاء تأسر القلب وتملأه بالسرور والصفاء.. هذا كان جمالها الطبيعي الخلاب، أما ما تم إنجازه من جمال صنعه الإنسان زاد المدينة بهاء، فهنا عمارة حديثة فيحاء، بمساحات واسعة خضراء، ومبان عصرية شاهقة تلمع تحت بريق أشعة الشمس، فهنيئا للعالم بمدينة العالمين الجديدة التي أشرقت شمسها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط وتزينت ببهاءها وجمالها لزوارها.
مدينة المستقبل
ما زال هناك الكثير والكثير من المفاجئات التي تنتظرها هذه المدينة، إنها ليست مجرد مدينة سياحية ترفيهية من أجل الاستجمام، إنها واحدة من مدن المستقبل، مدينة متكاملة الخدمات والمشاريع التنموية الاقتصادية والخدمية والمجتمعية، فالمشاريع الإنشائية فيها حاليا كثيرة جدا تسابق الزمن للانتهاء منها، إنها مدينة للعيش طوال العام، مدينة تأثر قلوب القادمين إليها لدرجة أن من يأتيها لا يريد الرحيل عنها عندما يحين وقت المرواح.
تضم المدينة بخلاف شواطئها ومراكزها التجارية -مثل مول العالمين الجديده– والخدمية والترفيهية وفنادقها العالمية، تضم مجمعات وأحياء سكنية حديثة ومتطورة لمختلف الشرائح المجتمعية، ومجمعات تعليمية وجامعات عالمية ومناطق لوجستية، إن أكثر ما يميزها هو الرؤية المستقبلية التي تم وضعها لهذه المدينة وما حولها، وهي تلك الرؤية التي تستهدف جعلها واحدة من أفضل المدن في العالم، سواء على المستوى السياحي والترفيهي أو السكني والتعليمي والمجتمعي.
تعكس المدينة رؤية متكاملة لمجتمع متكامل ومستقبل زاهر، فكل زاوية منها تعكس رؤية مدروسة، فأحياءها السكنية يميزها تصميمها العصري الذي يتناسب مع جودة ومتطلبات الحياة الحديثة وتطلعات الحياة المستقبلية بكل ما تحمله من معانٍ، بمجمعات سكنية وخدمية تضمن الراحة والرفاهية، والمستقبل يعنى العلم لذا تضم المدينة مؤسسات تعليمية وجامعات حديثة لضمان تحقيق هذا الهدف المنشود بخلق جيل جديد قادر على القيادة والابتكار والتطوير.
سأعود للبقاء
للأسف، نعم للأسف ستنتهي إجازتي الصيفية وسأعود إلى القاهرة، أقول للأسف لأني لا أريد وداع هذه المدينة، وددت لو بقيت فيها، وددت لو انتظر فيها حتى ولو لمدة شهر أو أسبوعين، لا أريد ترك هذه المدينة الساحرة التي أسرت قلبي وأثرَتْهُ، فأن تعيش يوما واحدا في هذه المدينة ستخطف قلبك وتأسره.
وسط هذا الجمال، جمال الطبيعة الإلهية، وجمال ما صنعه الإنسان، لا يمكنك أن تقاوم حب هذا المكان الذي يسلبك الهموم ويمنحك الراحة والسكون؛ بلا شك سأعود مرة أخرى إلى هنا، نعم انتظريني أيتها المدينة الجميلة، انتظريني فإني على موعد للقدوم مرة أخرى والبقاء، سآتي إلى هنا لأعيش الحاضر والمستقبل.. وأقولها باختصار: العالمين الجديدة نبع من ماضي مصر العتيق وجزء من رؤية مستقبلها الزاهر.