الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
spot_img

ذعر الحوثيين: غياب القيادات وتجنيد الأطفال

spot_img

في تحول لافت، غابت القيادات الحوثية عن الفعاليات الخاصة بذكرى قتلاها هذا العام، ما يعكس حالة من القلق الأمني والذعر تسود صفوف الجماعة، عقب الضربات التي استهدفت قيادات بارزة.

غياب القيادات الحوثية

دأب الحوثيون على استغلال “أسبوع الشهيد” للترويج لأفكارهم واستقطاب الأنصار، خاصة بعد انقلابهم عام 2014.

في السابق، كانت القيادات تظهر بخطب حماسية ومسيرات ضخمة، لكن هذا العام اقتصر الأمر على خطاب مسجل لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي.

الفعالية الرئيسية في “جرف سلمان” شهدت غياب القيادات، واكتفت قناة الجماعة ببث تقرير لمراهقين وأطفال يرددون شعارات الثورة الإيرانية.

إجراءات احترازية مكثفة

كما غابت الزيارات السنوية لمقابر القتلى في صعدة وصنعاء، في إجراء احترازي خشية الاستهداف.

مصادر سياسية في صنعاء عزت هذا القرار إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين وتسعة من أعضائها في غارة دقيقة في أغسطس الماضي.

تغييرات أمنية جذرية

أعقب ذلك إجراءات أمنية مشددة وتوجيهات بنقل مواقع إقامة القادة إلى أماكن مجهولة، وتغيير وسائل الاتصال والمرافقين.

لا يزال وزيرا الدفاع والداخلية متواريين عن الأنظار، وتم تفويض شخصيات مدنية لتمثيل الجماعة في المناسبات الرسمية.

اختراق أمني غير مسبوق

يرى مراقبون أن هذا التحول يعكس اختراقاً أمنياً غير مسبوق، حيث تعجز الجماعة عن معرفة كيفية تنفيذ الضربة التي استهدفت حكومتها.

أدى ذلك إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بتهم نفاها كل من الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية.

استغلال الأطفال وتجنيدهم

في المقابل، كثفت الجماعة جهودها في تجنيد الأطفال والمراهقين، من خلال فعاليات تمجد “الشهداء الصغار”.

تم تنظيم زيارات مدرسية إلى مقابر المقاتلين، وعُرضت صور لأطفال قضوا في الحرب، وتقديمهم كأبطال.

حملات تعبئة مدرسية

تحدث شهود عن حملات تعبئة جديدة تستهدف طلاب المدارس، تدعوهم إلى الالتحاق بمعسكرات التدريب، باعتباره “واجباً دينياً وجهاداً مقدساً”.

بثت قنوات الجماعة مشاهد دعائية تُظهر مقاتلين صغاراً يتدربون على السلاح، في محاولة لتعويض الخسائر البشرية.

إدانات حكومية واسعة

وصف وزير الإعلام اليمني المشاهد التي بثها الإعلام الحوثي بأنها صادمة، وتكشف طبيعة الجماعة التي تستغل الأطفال كوقود لحروبها.

أكد الوزير أن ما يحدث يمثل “أبشع صور الاستغلال الطفولي”، ويعكس انعدام التقدير لمن قتلوا دفاعاً عن مشروع الجماعة.

محاكمات “تجسس” دعائية

في محاولة لصرف الأنظار عن الاختراقات الأمنية، أعلنت الجماعة بدء محاكمة 21 شخصاً بتهمة الانتماء إلى “شبكة تجسسية” تعمل لصالح جهات أجنبية.

زعمت وسائل الإعلام التابعة للجماعة أن المحكمة عقدت جلستين تم خلالهما تلاوة قرارات الاتهام ومواجهة المتهمين بأدلة “دامغة”.

نفي صحة المزاعم

استبعدت مصادر سياسية وأمنية يمنية صحة هذه المزاعم، وعدّت الإعلان جزءاً من حملة دعائية لترميم صورة الجماعة.

أكدت المصادر أن الضربات الأخيرة “أصابت الجهاز الأمني الحوثي بارتباك غير مسبوق”، وأثارت تساؤلات حول قدرة القيادة على حماية نفسها.

استعادة ثقة الأتباع

تأتي “محاكمة الجواسيس” في هذا السياق “لاستعادة ثقة الأتباع عبر مشهد قضائي مصطنع يُظهر الجماعة كمن تسيطر وتكتشف وتنتقم”.

يُذكر أن الجماعة اعتادت على ترويج قضايا “تجسس” و”عمالة” بعد كل ضربة تتلقاها أو عند مقتل أحد قادتها.

اقرأ أيضا

اخترنا لك