تتسارع الخطوات نحو إعادة تشكيل المشهد العسكري العالمي ضمن تحالف بريطاني إيطالي ياباني لصنع مقاتلة متطورة من الجيل السادس بحلول 2035، في خطوة قد تُحدث تحولاً جذرياً في تحالفات القوى العظمى. المفاجأة الأبرز تأتي من اتجاه المملكة العربية السعودية للانضمام إلى مشروع “GCAP” الذي يُنظر إليه كمنافس محتمل للهيمنة الأمريكية في مجال الطيران الحربي.
الشراكة الثلاثية الطموحة
انطلق المشروع في ديسمبر 2022 عبر دمج برنامج “تيمبست” البريطاني مع المبادرة اليابانية “F-X”، بمشاركة شركات رائدة: “بي إيه إي سيستمز” البريطانية و”ليوناردو” الإيطالية و”ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة” اليابانية. يتميز المشروع بتوزيع متساوٍ للحصص بين الشركاء الثلاثة بنسبة 33.3% لكل طرف.
تعتمد المقاتلة المستقبلية على تقنيات الذكاء الاصطناعي وأجهزة استشعار متطورة، مع تصميم مرن يتلاءم مع الاحتياجات الأمنية المتفردة لكل دولة. من المقرر أن تنفذ الرحلة التجريبية الأولى خلال عقد من الزمن، وفقاً لاتفاقية المقر الرئيسي في لندن.
المملكة العربية السعودية تدخل المعادلة
تأتي خطوة الرياض كرد فعل لاستبعادها من برنامج “F-35” الأمريكي بسبب مخاوف واشنطن من تعاونها مع الصين. تهدف المملكة من خلال المشاركة إلى تعزيز صناعتها الدفاعية تماشياً مع “رؤية 2030″، مع تمويل 50% من تكاليف البحث والإنتاج.
مواصفات تقنية فائقة
تصميم المقاتلة الجديدة يتضمن:
– هيكل طائرة شبحية خفي عن الرادار
– محركات قادرة على الطيران بسرعة أسرع من الصوت دون الحرق اللاحق
– أسلحة موجهة بالطاقة الموجهة
– تكامل مع الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية
من المتوقع أن تتفوق هذه المقاتلة على نظيرتها الأمريكية “F-47” من حيث التكلفة التي تصل إلى 300 مليون دولار للوحدة الواحدة، بينما تعاني الأخيرة من انتقادات بسبب ارتفاع التكاليف وتأخر الإنتاج.
تحديات جيوسياسية
يواجه المشروع عقبات تتمثل في:
– تحفظات يابانية على مشاركة السعودية التقنية
– قوانين التصدير العسكري اليابانية الصارمة
– منافسة المشروع الصيني “J-50” والروسي “Su-57”
رغم ذلك، يرى محللون أن التحالف قد يصبح نموذجاً جديداً للتعاون الدفاعي العالمي، خاصة مع اهتمامات أولية من كندا وأستراليا والهند بالانضمام مستقبلاً.
مستقبل الموازين العسكرية
تشير التطورات الأخيرة إلى تحول في استراتيجيات التحالفات الدفاعية، حيث تسعى دول لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية. مع استمرار المفاوضات حول الدور السعودي، ينتظر العالم إجابة على سؤال مصيري: هل يعيد التحالف الثلاثي رسم خريطة القوة الجوية العالمية بحلول 2035؟