دمشق تسعى لشراكة “قوية جداً” مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الدول، وفقاً لتصريحات وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. هذه الخطوة تأتي في إطار رغبة دمشق في بناء علاقات تعاون وانفتاح مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
زيارة مرتقبة لواشنطن
الرئيس أحمد الشرع يعتزم زيارة واشنطن قريباً، في خطوة تهدف إلى استكمال “استحقاق” تم التوافق عليه مسبقاً، بحسب مصادر مطلعة. الزيارة تأتي في توقيت يُعد مناسباً لإعلان “شراكة استراتيجية” بين البلدين، والتي يُتوقع أن تنعكس إيجاباً على ملفات التفاوض مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والعلاقات الإقليمية مع إسرائيل.
رفع العقوبات وفتح صفحة جديدة
دمشق تطمح لبحث العديد من الملفات مع واشنطن، وعلى رأسها رفع العقوبات المفروضة وفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية. وزير الخارجية السوري أكد أنه “لم يعد هناك أي مبرر لاستمرار العقوبات”، معبراً عن رغبة بلاده في شراكة قوية مع الولايات المتحدة.
التزام بالتعاون الإقليمي
سوريا تسعى لعلاقات متوازنة مع جميع الدول، وتمد يد التعاون إلى الحلفاء والأصدقاء في المنطقة. الشيباني أشار إلى أن سوريا واجهت تحديات كبيرة لكنها تمسكت بتحقيق العدالة، مؤكداً أن بلاده لن تكون مركزاً للاستقطاب، بل تسير في مسار يضم الجميع.
تعزيز السلم الأهلي
الحكومة السورية ملتزمة بتعزيز السلم الأهلي وجعل القانون أساس العلاقة بين جميع مكونات الشعب السوري. الشيباني أعرب عن الفخر بالتنوع الثقافي والعرقي السوري، مؤكداً أن هذا التنوع يمثل قوة للبلاد.
دبلوماسية مع إسرائيل
فيما يتعلق بالمفاوضات مع إسرائيل، أكد وزير الخارجية السوري أن بلاده تتعامل بدبلوماسية مع “الاستفزازات الإسرائيلية”. دمشق تحرص على حماية مصالحها دون الانجرار نحو التصعيد أو المواجهة، ملتزمة باتفاقية 1974.
اتفاق أمني مرتقب
سوريا تسعى إلى بناء اتفاقية تضمن السلام والتهدئة مع إسرائيل، مع التأكيد على أنها لا تريد حرباً جديدة وليست في وضع تهديد لأي جهة. مفاوضات جارية للوصول إلى اتفاق أمني لا يهز اتفاقية 1974 ولا يقر واقعاً جديداً قد تفرضه إسرائيل في الجنوب.
أهمية الزيارة الرسمية
زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض تعتبر الأولى من نوعها لرئيس سوري في تاريخ العلاقات بين البلدين. وائل علوان، الباحث والمدير التنفيذي في “مركز دراسات جسور”، يرى أن الزيارة تهدف إلى استكمال “استحقاق” تم التوافق عليه مسبقاً.
إعادة التموضع الإقليمي
علوان يرى أن هذه الخطوة تعد من أهم الخطوات التي ستعتمد عليها الحكومة السورية في إعادة تموضعها على المستويين الإقليمي والدولي. سوريا لم تعد تقف في “محور الشر”، بل أصبحت حليفاً في مكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المصالح المشتركة.
علاقات متوازنة للجميع
سوريا الجديدة لا تسعى إلى المواجهة، بل تريد بناء علاقات متوازنة مع الجميع. هذه الخطوة تعكس تحولاً في السياسة الخارجية السورية، وتؤكد رغبة دمشق في لعب دور إيجابي في المنطقة.
انضمام للتحالف الدولي
المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم براك، كان قد أعلن أن الرئيس الشرع سيوقع في واشنطن اتفاقاً مع الرئيس دونالد ترامب لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”. هذه الخطوة تمثل “تحولاً تاريخياً” في العلاقات بين دمشق وواشنطن.
تأثيرات داخلية وخارجية
من المتوقع أن يكون لدخول دمشق في التحالف ضد “داعش” تأثير كبير على العلاقات الخارجية مع أميركا ودول الغرب، وعلى مستوى السياسة الداخلية. الشراكة مع الولايات المتحدة تمنح دمشق ورقة مهمة جداً في المفاوضات مع “قسد”، حيث تصبح الحكومة السورية الشريك الرسمي في مكافحة الإرهاب.
تسريع الاندماج مع “قسد”
الشراكة السورية الأميركية كفيلة بتسريع المفاوضات بين الحكومة السورية و”قسد” باتجاه الاندماج. الدعم الدولي المتزايد يضغط على “قسد” لتحقيق ذلك، وعلى الحكومة السورية لتكون أكثر واقعية ومرونة في المفاوضات.
تحفيز إضافي للمفاوضات
تمتين العلاقة السورية الأميركية من شأنه أن يكون محفزاً إضافياً للتدخل الإيجابي من قِبل الولايات المتحدة لإنجاح المفاوضات والضغط على إسرائيل لتبدي مرونة أعلى للتوصل إلى تفاهم مع سوريا. الشراكة مع الولايات المتحدة تعطي ضمانات بأن سوريا تتجه لأن تكون داعمة للغرب وليست متحالفة مع من يصدر الشرور في المنطقة.


