أزمة مياه حادة تضرب دمشق وسط تحذيرات من تفاقم الوضع، حيث تعاني العاصمة السورية من نقص حاد في مياه الشرب منذ شهرين تقريبًا، مما أثار قلق السكان ودفع المؤسسة العامة لمياه الشرب إلى التحذير من تدهور الأوضاع.
منذ منتصف الشهر الماضي، يواجه سكان دمشق صعوبات متزايدة في الحصول على المياه عبر شبكة الأنابيب الحكومية، بعد تراجع تدريجي في ضغط المياه منذ بداية مايو الماضي.
أسباب الأزمة المتفاقمة
أقرت مصادر في المؤسسة العامة لمياه الشرب بتفاقم الأزمة، ووصفته بأنه “عام”، مشيرة إلى انخفاض كميات المياه في حوض الفيجة، المصدر الرئيسي لمياه الشرب في دمشق.
كما عزت المصادر الأزمة إلى تعطل عدد كبير من عنفات الضخ وخروج العديد من مصادر المياه والآبار عن الخدمة بسبب سنوات الحرب، ما فاقم أزمة شح المياه.
تراجع حاد في ضخ المياه
يؤدي النقص الحاد في الموارد المائية إلى تراجع مستمر في ضخ المياه عبر الشبكة الحكومية، مما يزيد من معاناة المواطنين.
وأشارت المصادر إلى أن الكميات المتاحة غير كافية لتلبية احتياجات العاصمة وضواحيها، خاصة مع ازدياد عدد السكان بسبب النزوح من مناطق أخرى.
شكاوى متزايدة وتحديات التوزيع
تتلقى المؤسسة شكاوى لا حصر لها من المواطنين بسبب انقطاع المياه، وسط عجز عن تلبية كافة الاحتياجات، حيث تقدر حاجة دمشق وريفها بـ 562 ألف متر مكعب، بينما لا يتجاوز الضخ الحالي 400 ألف متر مكعب.
سيناريوهات مقلقة للمستقبل
مع بداية فصل الصيف، تتوقع المؤسسة استمرار تراجع كميات المياه المتوفرة، ما قد يؤدي إلى انخفاض الضخ إلى 200 ألف متر مكعب في شهر أغسطس القادم.
وحذرت المصادر من احتمال الوصول إلى مرحلة يصبح فيها ضخ المياه مرة واحدة كل 4 أو 5 أيام، مما يزيد من معاناة السكان.
اتهامات بعدم العدالة
تتزايد الاتهامات الموجهة للمسؤولين بعدم تطبيق العدالة في توزيع المياه بين أحياء دمشق، حيث تحصل بعض المناطق على كميات أفضل من غيرها.
وأوضحت المؤسسة أن عملية الضخ الحالية تعتمد على الآبار الارتوازية، وأن تعطل العديد من العنفات يؤثر على كميات المياه التي تصل إلى الأحياء المختلفة.
حلول فردية مكلفة
في ظل استمرار الأزمة، يلجأ بعض السكان إلى حلول فردية مكلفة للحصول على المياه، مثل حفر الأرض وتركيب محركات لشفط المياه من الشبكة الرئيسية.
لكن هذه الحلول لا تضمن الحصول على المياه وتزيد من الأعباء المالية على الأسر، كما أنها قد تؤدي إلى تفاقم المشاكل بين الجيران.
خلافات بين السكان
تسببت أزمة المياه في حدوث خلافات ومشاجرات بين بعض العائلات، خاصة بين من يمتلكون محركات كهربائية كبيرة لشفط المياه ومن لا يملكونها.
وتشكو بعض الأسر من أن جيرانهم الذين يمتلكون محركات كبيرة يسحبون المياه بشكل جائر، مما يحرمهم من الحصول على حصتهم.
أسباب جذرية للأزمة
كان المدير العام لمؤسسة مياه الشرب قد أشار في وقت سابق إلى أن أسباب الأزمة تعود إلى انخفاض كميات الأمطار وتهالك البنية التحتية وخروج العديد من مصادر المياه عن الخدمة.
خطط طارئة ومستقبل غامض
وضعت المؤسسة خطة طوارئ لإعادة تأهيل الآبار والمصادر المائية وتوزيع أدوار التزويد بالمياه، لكن يبقى مستقبل الأزمة غير واضح في ظل استمرار التحديات.