في حوار أثار اهتمامًا واسعًا، تناولت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعاد صالح، عبر بودكاست “السر” مع الإعلامية إيمان أبو طالب، مجموعة من القضايا الإشكالية في الفقه الإسلامي.
تأثير الحشيش في الفقه
وقالت صالح إنه لا يوجد نص شرعي صريح يحرم تعاطي الحشيش، مما يجعله خارج دائرة التحريم المطلق. وأوضحت أن الفقهاء ينظرون في تأثيره، معتبرة أنه إذا ثبت علميًا أن آثاره مماثلة للخمر في الإسكار أو الإضرار بالعقل، فإنه يُطبق عليه نفس الحكم.
وأشارت إلى أنه يجب إجراء دراسة علمية دقيقة قبل إصدار أي فتوى، مؤكدة أن الفقه يعتمد على الأدلة التفصيلية، بعكس الدعوة التي تركز على القيم الأخلاقية.
حرية التعبير والجدل العلمي
وعن تحميلها مسؤولية بث الفتنة، ردت صالح بأن “حرية التعبير لا تعني التخلي عن البحث العلمي”. وأكدت فخرها بإثارة الجدل بما يساهم في كشف الحقائق، مشيرة إلى أن الهجوم عليها يدل على غيرتها على الدين.
وكشفت أنها أشرفت على مئات الرسائل العلمية في الفقه المقارن، والذي يدرس ثمانية مذاهب فقهية، بما في ذلك الحنفية والشافعية، مع تحليل أدلتها بشكل معمق.
الزواج بين السنة والشيعة
صالح أثارت الجدل مجددًا عندما أكدت أن الزواج بين السنة والشيعة جائز شرعًا، شرط توافر الشروط الأساسية كالإسلام ورضاء الطرفين. لكنها نبهت إلى أن الفتوى لا تعني التشجيع على ذلك، خاصة في ظل الخلافات المذهبية العميقة التي قد تؤثر على استقرار الأسرة.
وفيما يتعلق بالحجاب، أوضحت صالح أنه واجب على كل امرأة بلغت المحيض، مستندة إلى آيات القرآن الكريم. ورأت أن النقاب ليس فرضًا أو سنة، بل أمر اختياري.
وجهة نظر حول الحجاب
وعن الزوجات غير المحجبات، أشارت إلى أن الزوج له الحق في طلب الحجاب من زوجته، لكنه ينبغي أن يتسم بالصبر والتوجيه بدلاً من التسرع في اتخاذ قرارات الطلاق.
واختتمت صالح حديثها بالتأكيد على دورها الأكاديمي في تخريج عشرات الأساتذة بجامعة الأزهر، مشددة على أن الفقه المقارن هو أداة لفهم التنوع في الشريعة، وليس وسيلة لإثارة الانقسام.