دراسة تكشف: تأخر أول فحص للثدي يزيد خطر الوفاة بنسبة 40%.
أظهرت دراسة حديثة أن النساء اللواتي يتجاهلن الخضوع لأول فحص للكشف عن سرطان الثدي (الماموغرام) قد يواجهن ارتفاعاً في خطر الوفاة بالمرض على المدى الطويل بنسبة تصل إلى 40%.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة “The BMJ” العلمية، حيث شملت أكثر من 400 ألف امرأة في السويد، وتمت متابعتهن لمدة تصل إلى 25 عاماً، وفقاً لتقرير شبكة “سي إن إن”.
سرطان الثدي: انتشار واسع
يُعد سرطان الثدي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في الولايات المتحدة، كما أنه ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بالسرطان لدى النساء، وذلك حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
في عام 2022، تم تسجيل أكثر من 279 ألف حالة جديدة من سرطان الثدي لدى النساء في الولايات المتحدة، بينما توفيت أكثر من 42 ألف امرأة بسبب هذا المرض في عام 2023.
معدلات الإصابة عالمياً
أشار تقرير صدر في شهر فبراير إلى أن واحدة من كل 20 امرأة حول العالم ستُشخص بسرطان الثدي خلال حياتها. وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2050، قد نشهد 3.2 مليون حالة جديدة و1.1 مليون وفاة سنوياً بسبب سرطان الثدي.
أهمية الكشف المبكر
الفحص المبكر يلعب دوراً حاسماً، إذ أن اكتشاف سرطان الثدي وعلاجه في مراحله المبكرة يرفع فرص الشفاء بشكل كبير. فعندما يتم تشخيص المرض في مراحله المحلية (قبل الانتشار)، يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات نسبة 99%، وفقاً للجمعية الأميركية للسرطان.
بينما ينخفض معدل البقاء على قيد الحياة إلى حوالي 32% عندما يُكتشف السرطان بعد انتشاره إلى أعضاء أخرى من الجسم.
توصيات الفحص المنتظم
خفضت فرقة الخدمات الوقائية الأميركية العام الماضي السن الموصى بها لبدء إجراء “الماموغرام” إلى 40 عاماً. وتشير الإرشادات إلى ضرورة خضوع النساء لفحص “الماموغرام” كل عامين حتى سن 74 عاماً.
أما بالنسبة للنساء فوق 75 عاماً، فيُعتبر قرار الاستمرار في الفحوصات شخصياً، ويجب اتخاذه بالتشاور مع الطبيب المختص.
عوامل الخطر المتزايدة
توصيات الفحص تشمل النساء ذوات الخطر المتوسط للإصابة بسرطان الثدي. أما النساء ذوات الخطر الأعلى، فيُنصحن بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية لمناقشة إمكانية البدء بالفحص في سن أصغر، وبمعدل أكثر تكراراً من كل عامين.
وتشمل العوامل التي تزيد من خطر الإصابة: التعرض السابق للإشعاع على الصدر، بعض الطفرات الجينية، ووجود أحد الأقارب من الدرجة الأولى (مثل الأم أو الأخت) مصاباً بسرطان الثدي.
نتائج الدراسة السويدية
تابعت الدراسة نتائج 432,775 امرأة في السويد لمدة تصل إلى 25 عاماً. تبين أن حوالي ثلث النساء المدعوات لإجراء الفحص الأول بـ “الماموغرام” لم يشاركن فيه.
ووجد الباحثون أن اللواتي لم يشاركن في الفحص الأول كن أقل احتمالاً للمشاركة في فحوصات لاحقة، وأكثر عرضة لتشخيص سرطان الثدي في مراحل متقدمة.
تأخر التشخيص والانتشار
أظهرت الدراسة أن احتمالية تشخيص المشاركات الأوليات بسرطان “المرحلة 3” كانت أعلى بمقدار 1.5 مرة، وبسرطان “المرحلة 4” أعلى بمقدار 3.6 مرة، مقارنة باللواتي حضرن الفحص الأول.
كما كانت وفيات سرطان الثدي بعد 25 عاماً أعلى بشكل ملحوظ لدى هذه المجموعة مقارنة بمن أجرين “الماموغرام” الأول.
تأثير طويل الأمد
تعتبر هذه النتائج ذات أهمية كبيرة، نظراً لعدد النساء اللاتي تابعتهن الدراسة والفترة الزمنية الطويلة. وأشار الباحثون إلى أن النتائج قد لا تنطبق على جميع الدول التي لديها أنظمة صحية مختلفة عن السويد.
إلا أن مفهوم تفويت الفحوصات بشكل مستمر يؤدي إلى ارتفاع معدلات السرطان قد يكون صحيحاً على مستوى العالم.
استثمار في الصحة
أكدت افتتاحية مصاحبة في المجلة ذاتها أن قرار حضور الفحص الأول بـ “الماموغرام” ليس مجرد فحص قصير الأمد، بل هو استثمار طويل الأمد له تأثير كبير على الصحة والبقاء على قيد الحياة مستقبلاً.
أسباب التأخر وتأثيراته
أوضحت الدراسات أن السبب الرئيسي لزيادة خطر الوفاة يكمن في أن النساء اللواتي لم يشاركن في الفحص الأول كن أكثر عرضة لتفويت الفحوصات التالية باستمرار، ويعود ذلك إلى عدة عوامل معقدة، منها نقص الوعي، وصعوبات الوصول إلى الخدمات الطبية، والخوف من معرفة النتائج، إضافة إلى العوامل الثقافية المحتملة.
ونتيجة لذلك، كانت هؤلاء النساء أكثر عرضة لتشخيص سرطاناتهن في مراحل متقدمة، حيث تكون معدلات البقاء أقل، مما أدى إلى زيادة الوفيات الناتجة عن السرطان لديهن.