الإثنين 17 نوفمبر 2025
spot_img

خليج السويس يتسع ببطء رغم الاعتقادات الجيولوجية القديمة

spot_img

كشفت دراسة حديثة أن خليج السويس، الذي يمثل فاصلا طبيعيا بين قارة إفريقيا وآسيا، لا يزال يتوسع ببطء بواقع 0.5 ملم سنوياً، مما يتحدى النظريات الجيولوجية السابقة التي أشارت إلى توقف حركته التكتونية منذ ملايين السنين.

ظاهرة جيولوجية فريدة

تعود نشأة هذه الظاهرة الجيولوجية إلى حوالي 28 مليون سنة، عندما بدأت الصفيحة التكتونية العربية بالابتعاد عن الصفيحة الإفريقية، مما أدى إلى تشكيل خليج السويس بالشكل الحالي.

يُعتبر هذا النوع من الشقوق القشرية آلية لتكوين محيطات جديدة. ومع ذلك، كان يُعتقد سابقاً أن النشاط التكتوني في هذا الخليج توقف تقريباً منذ 5 ملايين سنة، مما جعل شكله مستقراً بعيداً عن التحولات المحيطية.

نتائج جديدة

دراسة نُشرت في الثالث من نوفمبر بمجلة Geophysical Research Letters، أفادت أن خليج السويس يتمدد ببطء مستمر بمعدل 0.5 ملم سنوياً.

وأوضح ديفيد فرنانديز-بلانكو، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الجيولوجيا في معهد علوم وتقنيات الأعماق التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، أن هذه النتائج تعيد النظر في فهمنا لتطور الشقوق التكتونية. حيث كان المفهوم السائد يقسم الشقوق إلى نوعين: ناجحة تؤدي إلى تكوين محيطات جديدة، وفاشلة تتوقف عن النشاط.

أدلة النشاط التكتوني

في حين اعتُبر خليج السويس نموذجاً للشقوق التكتونية الفاشلة، إلا أن الباحثين قدموا أدلة تشير إلى استمرار النشاط التكتوني في المنطقة. تتضمن هذه الدلائل ارتفاع الشعاب المرجانية القديمة، ووقوع هزات أرضية خفيفة، بالإضافة إلى علامات على صدوع تكتونية ترفع أجزاء من القشرة الأرضية.

وأشار فرنانديز-بلانكو إلى أن التناقض بين الاعتقاد السابق حول خمول التكتونيات والأدلة الميدانية على النشاط المستمر يثير اهتماماً كبيراً.

تحليلات شاملة

فريق البحث درس منطقة الشق التي تمتد على 300 كم، مع التركيز على التضاريس ومسارات الأنهار التي تمر عبر الصخور. ووجدوا أنماط غير عادية تدل على وجود حركات تكتونية مستمرة.

كما أظهرت الدراسات ارتفاعات الشعاب المرجانية التي كانت عند مستوى سطح البحر حالياً تصل إلى 18.5 متراً فوق مستوى الخليج، ما يشير إلى تواصل النشاط التكتوني، على الرغم من تباطؤه.

دلالات علمية مهمة

المثير للاهتمام أن عملية الشق في خليج السويس لم تتوقف، بل تستمر بشكل مماثل لمعدل التمدد في غرب الولايات المتحدة، مما يشير إلى تشكيل جبال ووديان جديدة.

فرنانديز-بلانكو أوضح بأن تغيّر ظروف حدود الصفائح لا يعني بالضرورة توقف عمليات الشق. فالقوى الدافعة خلف الحركة التكتونية أكثر تعقيداً واستمرارية مما يُعتقد.

استنتاجات متجددة

هذه النتائج العلمية تثير تساؤلات حول إمكانية تعرض مناطق مثل خليج السويس لزلازل مدمرة أكثر مما كان يُعتقد سابقاً. كما تدعو لإعادة تقييم مناطق أخرى قد يُعتقد أنها فاشلة.

اختتم فرنانديز-بلانكو بالقول إننا قد نكون في أفق فهم عميق جديد: إن الأنظمة التكتونية على الأرض أكثر ديناميكية وتفاعلية مما كنا نظن سابقًا.

اقرأ أيضا

اخترنا لك