خطة أميركية لشراء مليون طائرة مسيّرة خلال عامين

خطط أميركية لزيادة أسطول الطائرات المسيّرة

أعلن الجيش الأميركي عن خطة طموحة تهدف إلى شراء مليون طائرة مسيرة خلال العامين إلى الثلاثة أعوام المقبلة، وذلك في إطار إصلاح شامل لعمليات اقتناء أنظمة الطائرات المسيّرة. وبحسب ما صرح به مسؤول في الجيش لموقع Breaking Defense، سيتم تنفيذ هذه الزيادة من خلال برنامج تجريبي جديد يُعرف باسم “SkyFoundry”.

برنامج SkyFoundry

يستهدف برنامج SkyFoundry دعم تطوير واختبار طائرات مسيرة صغيرة، وهو مبادرة تُديرها قيادة الإمداد والتموين في الجيش الأميركي. ويأتي هذا البرنامج كجزء من مفهوم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث يُعزز القدرة الصناعية العسكرية للولايات المتحدة.

وقال المتحدث إن تنفيذ هذا المفهوم سيُعزز صناعة الطائرات المسيّرة محليًا، ويسهل الحصول على المواد النادرة، مما يؤدي إلى توفير مكونات منخفضة التكلفة. كما سيعزز قدرة الجيش على تلبية احتياجاته الفورية من الطائرات المسيرة.

دوافع توسيع أسطول الطائرات المسيّرة

يأتي هذا التوجه في إطار جهود وزير الجيش الأميركي، دان دريسكول، لزيادة ترسانة الطائرات المسيرة بشكل جذري. وقد أُطلق هذا البرنامج بعدما بدأت الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترمب في وضع خطط لتعزيز القدرة على اقتناء هذه الأنظمة.

في يوليو الماضي، وقع وزير الحرب الأميركي، بيت هيجسيث، مذكرة تحت عنوان “هيمنة الطائرات المسيّرة”، مشددًا على ضرورة تقليص البيروقراطية لتسريع عمليات الشراء. كما تم توجيه جميع الفرق العسكرية لتبني طائرات هجومية صغيرة بحلول نهاية السنة المالية 2026.

صفقة الطائرات المسيّرة الأوكرانية

في سياق متصل، تم خلال اجتماع جمع بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التطرق لفرصة التوصل إلى اتفاق لتوريد طائرات مسيّرة للولايات المتحدة بقيمة 50 مليار دولار. ورغم عدم توفر تفاصيل دقيقة حول الصفقة، أعربت السفيرة الأوكرانية لدى واشنطن، أولها ستيفانيشينا، عن بدء عمليات التواصل مع الجهات الأميركية دون أن تشير لتوقيع اتفاق قريب.

وأكدت ستيفانيشينا أن أي اتفاق محتمل سيكون له تأثير إيجابي على المرونة، وأشارت إلى عزم أوكرانيا بذل الجهود لتلبية احتياجات الولايات المتحدة العسكرية.

تحديات وتخلف أميركي

في تصريحات له لوكالة “رويترز”، أكد دريسكول أن الولايات المتحدة تعاني من تأخر كبير في إنتاج واقتناء الطائرات المسيّرة مقارنة مع الدول الأخرى. وأوضح أن روسيا وأوكرانيا قادرتان على إنتاج نحو 4 ملايين طائرة سنويًا، في حين أن الصين قد تتجاوز هذا الرقم بشكل كبير.

وأضاف أن الجيش الأميركي لا يشتري سوى حوالي 50 ألف طائرة مسيرة سنويًا، رغم أن خطط زيادة الاقتناء كانت تعد منذ سنوات، وقد تزايدت الحاجة لهذه الأنظمة بفعل النزاع في أوكرانيا الذي أظهر فعالية الطائرات المسيّرة الهجومية في تحقيق نتائج مقارنة بتكاليف منخفضة.

مستقبل الحرب مع الطائرات المسيّرة

أكد دريسكول، خلال كلمته في مؤتمر الجمعية الأميركية لمهندسي الطائرات المسيرة، أهمية الطائرات المسيّرة في تحديد مستقبل الصراعات العسكرية. وصرح بأن هذه الأنظمة تمثل تكاملًا بين مجموعة من التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والمواد المتطورة، مما يعيد صياغة مفهوم الحرب.

كما أشار إلى التزام الولايات المتحدة بتزويد جنودها في جميع التشكيلات بهذه النوعية من الطائرات المسيّرة القابلة للاستبدال، التي تُحدث تأثيرات مدمرة بأسعار منخفضة للغاية.