أفادت وكالة “رويترز” أن الحروب التجارية التي قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أسفرت عن خسائر للشركات العالمية تجاوزت 34 مليار دولار، نتيجة تراجع المبيعات وزيادة التكاليف.
توقعات الخسائر
ذكرت “رويترز” في تحليلها، المستند إلى إفصاحات الشركات والوثائق التنظيمية، أن هذه الخسائر قد تزداد في ظل الغموض المستمر حول السياسات الجمركية، مما يعوق اتخاذ قرارات الاستثمار في كبرى الشركات العالمية.
وفقًا للتقرير، لا تزال الشركات غير متأكدة من حجم التكلفة النهائية، حيث خفضت 42 شركة توقعاتها للأرباح، بينما سحبت 16 شركة أخرى، من بينها “أبل”، و”فورد”، و”بورشه”، و”سوني”، توقعاتها بالكامل أو أجلت نشرها. وتؤكد الغالبية العظمى من الشركات أن السياسة التجارية المتقلبة لترمب تجعل من الصعب على الشركات تقدير التكاليف بدقة.
الأثر الاقتصادي
يعتقد الاقتصاديون أن الأثر الحقيقي للخسائر أكبر بكثير مما كشفت عنه الشركات. وقال جيفري سوننفيلد، أستاذ الإدارة في جامعة ييل، إنه “يمكن مضاعفة الرقم مرتين أو ثلاث مرات، ونستمر في التأكيد على أن حجم الأثر أكبر مما يتخيله الناس”.
وعلاوة على ذلك، أشار سوننفيلد إلى أن تداعيات السياسة الجمركية التي اتبعها ترامب قد تكون أسوأ بسبب انخفاض إنفاق المستهلكين والشركات، بالإضافة إلى ارتفاع التوقعات التضخمية.
القرارات القضائية
في 28 مايو، قضت محكمة التجارة الدولية الأمريكية بتعليق جزء من الرسوم التجارية التي أعلنها ترامب، مؤكدة أن هذه الرسوم تتجاوز حدود الصلاحيات الرئاسية وفقًا لقانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة.
وهذا القرار أوقف الرسوم المفروضة بنسبة 30% على الصين، والرسوم بنسبة 25% على بعض السلع من المكسيك وكندا، والرسوم الشاملة بنسبة 10% على معظم دول العالم. ومع ذلك، لم يشمل القرار الرسوم المفروضة على واردات السيارات وقطع غيارها، بالإضافة إلى الصلب والألومنيوم.
مستقبل الرسوم التجارية
وفي 29 مايو، أعادت محكمة استئناف أمريكية العمل بالأوامر التنفيذية التي أصدرها ترامب بفرض رسوم جمركية. وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي أن الإدارة الأمريكية تنوي رفع القضية إلى المحكمة العليا.