أثارت عمليات الاعتقال وهدم الممتلكات التي تستهدف المسلمين في الهند موجة من القلق، إذ يُخشى أن يستغل المتطرفون الهندوس اليمين الأحداث التي وقعت مؤخراً في كشمير لتعزيز حملاتهم القمعية ضد أكبر أقلية في البلاد.
الهجوم المسلح الذي وقع في 22 أبريل بالقرب من بلدة باهالغام، ذات الأغلبية المسلمة، أسفر عن مقتل سياح وإثارة غضب شعبي واسع. وألقت الحكومة الهندية باللوم على باكستان، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين النوويين.
في المقابل، نفت إسلام آباد أي تورط، داعيةً إلى تحقيق محايد حول الحادثة.
استعدادات عسكرية
تسعى الحكومة الهندية إلى اتخاذ إجراءات عسكرية ضد باكستان، حيث أكد رئيس الوزراء ناريندرا مودي عزمه على “ملاحقة الإرهابيين وتدمير ملاذاتهم الآمنة”.
وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارار، أفاد بأن هناك معلومات استخباراتية تُشير إلى نية الهند شن هجوم عسكري خلال 24 إلى 36 ساعة القادمة.
زيادة القمع والاعتقالات
في أعقاب الهجوم، تصاعدت الحملة على المسلمين في الهند، إذ انتشرت مضايقات من قبل الجماعات الهندوسية اليمينية، مدّعين أن ذلك يأتي في إطار “حملة ضد المهاجرين غير الشرعيين”.
في العديد من الولايات التي يُديرها حزب “بهاراتيا جاناتا” القومي، تم استخدام الهجوم كذريعة لاستهداف المسلمين، بما في ذلك الروهينغا، الأقلية الفارة من الاضطهاد في ميانمار.
تُفيد التقارير عن مقتل عدد من المسلمين في ولايتي أوتار براديش وكارناتاكا، حيث وُصفت هذه الحالات بأنها “جرائم كراهية”.
اعتقالات جماعية وهدم مستمر
في كشمير، اعتقلت قوات الأمن المئات فيما يتعلق بتفجير 22 أبريل، وهُدمت منازل أفراد اتُهموا بالانتماء لجماعات إرهابية.
كما تعرض المسلمون في مناطق أخرى لمضايقات وعنف، حيث قام متطرفون بتصوير أنفسهم أثناء الاعتداء على بائعين كشميريين، مهددين بمزيد من العنف إذا لم يغادر الكشميريون المنطقة.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” عبرت عن قلقها حيال هذه الأحداث، إذ قالت نائب مدير القسم الآسيوي بها إن الهجوم لا يبرر التصرفات الانتقامية ضد الأقليات.
موجة من العنف والاعتقالات غير المبررة
طلاب كشميريون في مدن هندية أخرى أبلغوا عن تعرضهم لمضايقات وتهديدات بعد الهجوم. في هذا السياق، أرسل عمر عبد الله، رئيس الحكومة المحلية، وزراءه لضمان سلامة المسلمين الكشميريين.
في ولاية أوتار براديش، شهدت حوادث قتل ضد المسلمين، بينما أعلنت الشرطة أن أغلب هذه الحوادث مرتبطة بنزاعات شخصية. وفي ولاية كارناتاكا، قُتل رجل مسلم بعد تصرفاته المزعومة التي أثارت نعيقات عنصرية.
ولاية غوجارات شهدت أيضاً عمالة مسلمة تتعرض لأعمال عنف، حيث تم الإعلان عن اعتقالات جماعية لمواطنين مشتبه في كونهم بنغاليين. وأكد قائد الشرطة أن 450 فقط من المعتقلين هم من غير الشرعيين.
هدم المنازل تحت ذرائع أمنية
حملة هدم مُنظمة تُنفذ في منطقة فقيرة يسكنها مسلمون، حيث هُدمت مئات المنازل بحجة محاربة غير الشرعيين. ورفضت المحكمة في غوجارات الالتماس المقدم لوقف عمليات الهدم بدعوى الاعتبارات الأمنية.
واعتبر ناشطون أن وصف المسلمين بالبنغاليين يُستخدم كذريعة من قبل الحكومة لممارسة العنف ضدهم.
تحذيرات من العنف تشير إلى اندلاع أحداث خطيرة، إذ يُقدّر عدد المسلمين في الهند بنحو 200 مليون نسمة من بين 1.4 مليار نسمة، مما يُبرز التوترات الدينية والعرقية القائمة في البلاد.