في تطورات متسارعة تشهدها الساحة الفلسطينية، أعدمت حركة “حماس” عناصر من عشيرة بارزة في قطاع غزة، وسط اتهامات بالضلوع في أعمال فوضى ونهب قوافل المساعدات الإنسانية، في وقت تسعى فيه إسرائيل لاستغلال الخلافات الداخلية لتقويض حكم الحركة.
صراع الفصائل يتصاعد
تسعى إسرائيل لتأجيج الصراع الداخلي في غزة منذ بداية الحرب قبل 20 شهراً، من خلال دعم مجموعات مسلحة معارضة لـ “حماس”، مستغلة العداء المتأصل لدى بعض المنتمين لـ “فتح” أو العشائر الفلسطينية.
لكن “حماس”، التي لا تزال تسيطر على قطاع غزة رغم التحديات، ردت بشن حملة مضادة، وقامت بتصفية عدد من الأفراد المشتبه بتعاونهم مع إسرائيل.
تصفية عناصر من عشيرة بارزة
فجر الجمعة، نفذت “حماس” عملية أمنية أسفرت عن مقتل 12 فلسطينياً ينتمون لعشيرة كبيرة في دير البلح وسط القطاع، حيث تتمركز عناصر هذه العشيرة في مناطق قريبة من تواجد القوات الإسرائيلية.
اتهامات بالنهب والتخابر
أفادت مصادر ميدانية بأن بعض القتلى متورطون في أعمال فوضى ونهب شاحنات المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى اتهامات بالقيام بمهام أمنية لصالح إسرائيل، وهو ما أكدته مصادر من داخل حركة “حماس”.
دعم إسرائيلي لمجموعات مسلحة
تكشف التقارير عن محاولات إسرائيلية مستمرة لدعم مجموعات مسلحة لمواجهة “حماس”، على غرار مجموعة “ياسر أبو شباب” في رفح، التي تتواجد في مناطق تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ورغم نفي السلطة الفلسطينية لأي صلة بـ “أبو شباب”، إلا أن الأخير يصر على أنه يعمل تحت مظلة “الشرعية الفلسطينية”، في إشارة إلى السلطة.
تنسيق مع مجموعات مسلحة
كشف تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” عن تنسيق الجيش الإسرائيلي مع مجموعتين مسلحتين تنشطان في غزة وخان يونس، وتتكونان من عناصر من “فتح” أو من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بهدف تقويض حكم “حماس”.
نفي التعاون مع إسرائيل
أشار التقرير إلى مجموعتين يقودهما رامي حلس في حي الشجاعية، وياسر حنيدق في خان يونس، تتلقيان دعماً إسرائيلياً بالسلاح والمساعدات الإنسانية، في حين يتقاضى أفرادهما رواتب من السلطة الفلسطينية.
ودفعت هذه الاتهامات ياسر حنيدق إلى نفي المزاعم الإسرائيلية في مقطع فيديو، مؤكداً رفضه للاتهامات الموجهة إليه، ومشدداً على وقوفه إلى جانب المقاومة الفلسطينية.
تبرؤ عائلي وتهديدات داخلية
في المقابل، أصدرت عائلة “حلس” بياناً تتبرأ فيه من أي عمل “غير وطني”، مؤكدة رفضها لأي سلوكيات تتعارض مع الموقف الفلسطيني العام، مع العلم أن أبناء العائلة ينتمون لفصائل مختلفة بما في ذلك “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وكانت وزارة الداخلية التابعة لـ “حماس” قد منحت “أبو شباب” مهلة لتسليم نفسه، بتهم الخيانة والتجسس وتشكيل خلية مسلحة، مهددة بمحاكمته غيابياً.
اعتراف إسرائيلي بالدعم
اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم إسرائيل لمجموعات مسلحة معارضة لـ “حماس”، في خطوة تعكس الاستراتيجية الإسرائيلية لزعزعة الاستقرار في قطاع غزة.
“حماس” تتعهد بالضرب بيد من حديد
تتّهم “حماس” إسرائيل بالوقوف وراء الفوضى في قطاع غزة، وتؤكد أنها “ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين”.
وتستعد الحركة لاستعادة السيطرة الأمنية بعد وقف إطلاق النار المرتقب، من خلال تنفيذ عمليات أمنية واسعة ضد المسلحين والعصابات والمتخابرين مع إسرائيل.