باشر الوزراء في الحكومة الفرنسية الجديدة مهامهم اليوم، الثلاثاء، ورغم أنه اليوم الأول إلا أن الحزب الاشتراكي يتوقع حجب الثقة عن الحكومة بسبب انحيازها لليمين المتطرف، كما ذكرت مصادر صحفية فرنسية.
وأكد رئيس الوزراء الوسطي، فرنسوا بايرو، مساء الاثنين، بعد إعلان تشكيلة الحكومة، أنه واثق من أن العمل الذي سيقوم به فريقه لن يؤدي إلى حجب الثقة. وقد تم تكليف بايرو بتشكيل الحكومة في 13 ديسمبر، بعد حجب الثقة عن سلفه ميشال بارنييه، نتيجة مبادرة من التحالف اليساري واليمين المتطرف، وذلك بعد فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر من تعيينه.
عدم الاستقرار السياسي
يُعتبر بايرو، الذي تم تعيينه، هو الرئيس السادس للوزراء منذ تسلم إيمانويل ماكرون للرئاسة في 2017، والرابع خلال العام 2024 فقط، مما يعكس حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها فرنسا منذ عقود.
وفي هذا السياق، أشار زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، إلى أنه لا توجد أسباب تدعم استمرار الحكومة الحالية، نظراً لعدم مراعاة الشروط المنصوص عليها في ميثاق عدم حجب الثقة خلال تشكيل الحكومة.
من المتوقع أن يصوت الحزب الاشتراكي لصالح حجب الثقة بعد إعلان السياسة العامة لرئيس الوزراء في 14 يناير. كما من المقرر أن يعقد الاجتماع الأول للحكومة بحضور ماكرون في 3 يناير.
التحضير للتحديات القادمة
يتعلق الخلاف بشكل رئيسي بالشخصيات البارزة في الحكومة السابقة مثل إليزابيث بورن المكلفة حقيبة التعليم، ومانويل فالس المكلف حقيبة أقاليم ما وراء البحار، إلى جانب جيرالد دارمانان الذي سيتولى حقيبة العدل.
وفي الأثناء، حضر وزير الاقتصاد الجديد، إريك لومبارد، الذي وصفه بايرو بالشخصية اليسارية، وبدأ عمله بدعوة فورية لمواجهة العجز المتفاقم.
ويعتبر الفحص الأول لتحديات بايرو هو تمرير ميزانية العام 2025 في الجمعية الوطنية، التي أقالت سلفه في الرابع من ديسمبر.
ردود الأفعال المتباينة
ويعتقد بايرو أن وجود شخصيات قوية في حكومته قد يعزز من موقفه، خاصة وأن فريقه لا يحتوي على وزراء من اليسار.
على الرغم من التحديات، يتوقع بايرو تقديم مقترحات حجب الثقة عن حكومته، حيث لوح حزب “فرنسا الأبية” بإمكانية ذلك بعد إعلان السياسة العامة. بينما حزب التجمع الوطني، وهو الكتلة الأكبر في الجمعية الوطنية، فقد أشار إلى عدم تراجعه عن حجب الثقة مبدئياً.
من جهته، اعتبر أوليفييه فور حكومة بايرو “استفزازية”، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ الفرنسيين قراراً قريباً بشأن خياراتهم السياسية. وسخرت ماتيلد بانو، رئيسة كتلة “فرنسا الأبية”، من تشكيل الحكومة الذي وصفته بكونه “مليئاً بالأشخاص المتبقين بعد الهزيمة في الانتخابات”.
ومع تشكيل الحكومة الجديدة، تضم التشكيلة 35 وزيراً، أي أقل من سابقه بارنييه الذي كان يضم 42 وزيراً، ولكن يشمل الحكومة الحالية توازنًا بين الجنسين في عدد أعضاءها، حيث هناك 18 امرأة و17 رجلاً.