دعوات حفتر لـ”تحرك سلمي” تثير جدلاً واسعاً في ليبيا، وسط تساؤلات عن مدى استجابة الشارع الليبي لإحداث “تغيير جذري” في المشهد السياسي المتأزم. هذه الدعوات تأتي في ظل انقسام سياسي واقتصادي عميق تشهده البلاد.
حفتر يعيد ترتيب أوراقه
استقبال حفتر لممثلين عن قبائل ليبية مختلفة يراه البعض محاولة لإعادة تنظيم قاعدته الشعبية. الهدف تهيئة هذه القاعدة لمرحلة سياسية جديدة أو تحرك قادم، في ظل حالة الجمود السياسي الراهنة.
غموض المشروع السياسي
السفير الليبي السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم قرادة يرى صعوبة في تقييم قدرة حفتر على تحريك الشارع. الغموض يكتنف مشروعه السياسي، مما يجعل قياس التجاوب الشعبي أمراً بالغ التعقيد.
تحشيد الشارع أم ورقة ضغط؟
لقاءات حفتر مع القوى القبلية قد تهدف إلى حشد الشارع لإنهاء الانقسام، أو قد تكون مجرد ورقة ضغط. تهدف إلى كسر الجمود السياسي وتعزيز موقعه في أي مفاوضات مستقبلية.
تحديات أمام أي حراك
الانقسام السياسي والمؤسسي، وتدهور الأوضاع الاقتصادية، والضغوط المعيشية، عوامل تقلل من فرص نجاح أي حراك شعبي. بغض النظر عن الجهة التي تدعو إليه، تظل هذه العوامل مؤثرة.
حكومتان تتنازعان السلطة
تتنازع السلطة في ليبيا حكومتان: “الوحدة الوطنية” المؤقتة في طرابلس، وحكومة مكلفة من البرلمان في الشرق. هذا الانقسام يزيد من تعقيد المشهد السياسي.
توحيد الموقف الوطني
مؤيدو حفتر يرون في لقاءاته مع القبائل جزءاً من مشاورات لتوحيد الموقف الوطني. الهدف الدفع نحو حراك سلمي للخروج من الانسداد السياسي الحالي.
مبادرة سياسية أم عسكرية؟
معارضو حفتر يرون أنه يسعى إلى تفويض شعبي أو يطرح مبادرة ظاهرها سياسي وباطنها عسكري. محاولة لقطع الطريق على تنفيذ الخريطة السياسية للبعثة الأممية.
توازنات القوى الإقليمية
توازنات القوى الدولية والإقليمية تجعل أي تحرك شعبي محتمل عرضة للعرقلة أو إعادة التوظيف السياسي. السيناريوهات تبقى مفتوحة بين كسر الجمود أو تعقيد المشهد.
اتساق القوى الأمنية والعسكرية
رئيس “الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية” أسعد زهيو يرى أن درجة الاستجابة لأي حراك تعتمد على اتساقه مع القوى الأمنية والعسكرية في المنطقة المستهدفة.
صعوبات في الغرب الليبي
زهيو يستبعد أن يكون نطاق الحراك في مناطق نفوذ حفتر بالشرق والجنوب. ويرى أن أي محاولة لتحريكه في الغرب ستواجه صعوبات كبيرة.
اختراق لمعسكر الخصوم
لقاء حفتر مع أعيان من قبائل الغرب الليبي يمثل اختراقاً لمعسكر خصومه. نتائج أي خطوات قبلية ستظل مرهونة باقتناع الشارع بأهداف الحراك.
البعثة الأممية في ليبيا
زهيو يرى أن البعثة الأممية لن تستطيع فعل الكثير، رغم ما قد تسببه هذه الدعوات من تعقيد لخريطتها السياسية.
فرصة لدعوة حفتر
الباحث السياسي الليبي أسامة الشحومي يرى أن إخفاق البعثة الأممية قد يمنح دعوة حفتر فرصة للنجاح. فشل البعثة في حل الأزمة السياسية وتوزيع العائدات النفطية قد يصب في مصلحة حفتر.
الحصول على تفويض سياسي
الشحومي يرى أن الهدف الرئيسي من لقاءات حفتر مع القوى القبلية هو الحصول على تفويض سياسي واجتماعي. وليس مجرد خروج مظاهرات.
استمالة مدينة مصراتة
الشحومي يرى أن استمالة مدينة مصراتة، ذات الثقل السياسي في الغرب الليبي، ستظل العائق الأبرز أمام أي دعوات لحفتر.
مخاوف من تأثير اللقاءات
القبيلة لا تزال فاعلاً مؤثراً، والإجراءات التي اتخذتها أجهزة أمنية تابعة لحكومة “الوحدة” تبرهن على وجود مخاوف من تأثير هذه اللقاءات.
غطاء شعبي للمفاوضات
الناشط السياسي الليبي حسام القماطي يصف لقاءات حفتر بأنها محاولة لإيجاد غطاء شعبي لأي تحرك سياسي أو عسكري. تعزيز موقعه في أي مفاوضات نهائية حول مستقبل ليبيا.
الاستفادة من تباطؤ الخريطة الأممية
القماطي يرى أن حفتر يسعى للاستفادة من تباطؤ تنفيذ مراحل “الخريطة الأممية”. لقاءاته مع قبائل من غرب البلاد تعد بمثابة إعادة تموضع.


