الإثنين 14 يوليو 2025
spot_img

حزب الله: الأولوية للدور السياسي تمهيدًا للتحول لحزب سياسي

spot_img

في خطوة لافتة، يعتزم “حزب الله” إطلاق حراك سياسي داخلي واسع النطاق، بالتوازي مع ورشة عمل استراتيجية تهدف إلى تقييم المرحلة السابقة ووضع خطط للمستقبل. وتأتي هذه الخطوة وسط توقعات بأن الحزب يسعى لإعطاء الأولوية لدوره السياسي على حساب دوره العسكري، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تحوله إلى حزب سياسي بشكل كامل.

مراجعة الأداء السياسي للحزب

الأمين العام لـ”حزب الله”، الشيخ نعيم قاسم، أعلن عن حراك سياسي شامل خلال شهر، يشمل جميع الأطراف اللبنانية. وأشار إلى تشكيل لجان لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة المقبلة، ما يعكس جدية الحزب في مراجعة أدائه السياسي.

الكاتب السياسي قاسم قصير، أكد أن “حزب الله” يجري مراجعة شاملة لأدائه السياسي، بهدف وضع رؤية جديدة للوضع الداخلي اللبناني. ويتضمن ذلك عقد لقاءات مع قوى سياسية لتقييم الأوضاع والاتفاق على رؤية مشتركة، في ظل الاستحقاقات الداخلية والخارجية التي تواجه لبنان.

الأولوية للدور السياسي

يرى قصير أن الدور السياسي لـ”حزب الله” يتقدم حالياً على الدور العسكري، وهو ما يتماشى مع التطورات الأخيرة في المشهد السياسي اللبناني. وكان الحزب قد أُنشئ عام 1982 كـ”مقاومة مسلحة”، قبل أن ينخرط تدريجياً في الحياة السياسية، ويشارك في الانتخابات النيابية عام 1992، وفي الحكومة عام 2005.

العلاقات مع القوى السياسية اللبنانية

يسعى “حزب الله” إلى ترميم العلاقات مع القوى السياسية التي كانت حليفة له، وعلى رأسها “التيار الوطني الحر”، بعد التباعد الذي خلفته التطورات الأخيرة.

مصدر قيادي في “التيار الوطني الحر” كشف عن فتور في العلاقة مع قيادات “حزب الله”، واقتصار التواصل حالياً على نواب الحزبين في البرلمان.

الحوار مع الخصوم السياسيين

أكد نعيم قاسم عدم وجود مشكلة في الحوار مع حزب “الكتائب”، مشيراً إلى لقاءات متقطعة بعيداً عن الإعلام. أما بالنسبة لحزب “القوات اللبنانية”، فقد اتهمه قاسم بجعله شغله الشاغل وتبني أفكار تتطابق مع ما تطرحه إسرائيل.

ردود فعل متباينة

مصدر في “القوات اللبنانية” رد على تصريحات قاسم، مؤكداً أن المواجهة مع “حزب الله” ليست مجرد مواجهة سياسية، بل هي دفاع عن قيام الدولة. وأضاف أن “القوات” ستلتقي مع “حزب الله” عندما يتخلى عن سلاحه.

تحول كامل أم إعادة تموضع؟

رئيس “ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين”، جاد الأخوي، أبدى تشكيكاً في إمكانية تحول “حزب الله” إلى حزب سياسي بشكل كامل، معتبراً أنه “حزب أمني بامتياز”.

ويرى الأخوي أن ما أعلنه قاسم قد يكون مجرد إعادة تموضع كلامية وتكتيكية، في ظل الضغوط الداخلية والدولية المتزايدة، وتفاقم الأزمة اللبنانية. ويشير إلى أن احتفاظ “حزب الله” بسلاحه يجعله بعيداً عن التحول الكامل إلى حزب مدني سياسي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك