الخميس 21 نوفمبر 2024
spot_img

حرب العراق.. الجرائم تعود من جديد

كتبت – آية حمدي:

شنت الولايات المتحدة الأمريكية غارات جوية على كل من العراق وسوريا ليلة السبت الماضي، واستهدفت الضربات التي انطلقت فجر 3 فبراير الجاري، فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ومواقع لجامعات مسلحة تابعة لإيران، وذلك رداً على مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في هجوم قامت به فصائل المقاومة المرتبطة بطهران على قاعدة للقوات الأمريكية في الأردن.

أسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل 23 شخصاً في سوريا و 16 شخصاً في العراق، واستهدف الهجوم الجوي 85 هدفاً في سبع مواقع في كلا من العراق وسوريا.

حرب العراق 2003

الضربات الأمريكية في العراق تُعيد إلى الذاكرة حجم المعاناة التي شهدتها بغداد على يد واشنطن خلال العقدين الماضيين، وتحديدا عقب هجوم الجيش الأمريكي على العراق ودخوله بغداد في حرب 2003، وهو ما أدى إلى تدهور العراق وتدميرها ودخولها في صراعات وأزمات ومواجهات لم تنتهي إلى الآن.

في غزو العراق 2003، قامت الولايات المتحدة وحلفائها -خلال الفترة الرئاسة لـ”جورج بوش”- باقتحام بغداد بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل غير مشروعة، وقامت بإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، واحتلت أمريكا العراق وظلت تسيطر على مقدراتها وثرواتها، إلى أن  انسحبت منها في ديسمبر 2011.

جرائم أمريكا في العراق

حول الحرب الأمريكية على العراق، قال كاظم العذاري، الصحفي بجريدة “العدالة” العراقية، لوكالة أنباء “شيخوا”: إن الولايات المتحدة استخدمت في حربها أسلحة محرمة دوليًا، مما تسبب بأضرار جسيمة للمدنيين العراقيين على مختلف الأصعدة، الاقتصادية والثقافية والسياسية، ناهيك عن الأضرار النفسية التي عانى منها الشعب العراقي بسبب الدمار.

وأشار العذاري، إلى استخدام القوات الأمريكية العديد من الأساليب من أجل تحطيم نفسية ومعنويات الشعب العراقي، كان من بينها عملية الاعتقالات الواسعة والحبس في السجون، مثلما حدث في سجني “أبو غريب” بضواحي بغداد، و”بوكا” بمحافظة البصرة، حيث تم تعذيب السجناء بشكل وحشي.

من جانبه، قال أمير الساعدي، الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاستراتيجية: “أثبتت الولايات المتحدة من خلال أفعالها أنها لا تهتم بحقوق الإنسان كما تدعي.. ورأينا ذلك باستخدامها لأسلحة اليورانيوم المنضب عام 1991 عند انسحاب القوات العراقية من الكويت، وأيضا استخدامها أسلحة محرمة دوليًا عام 2003 عند احتلالها للعراق”.

وأضاف الساعدي: “أدى ذلك إلى مقتل العديد من العراقيين وإلحاق أضرار جسيمة بالنظام الصحي، مما ساهم في ظهور العديد من الولادات المشوهة وارتفاع حالات الإصابة بالسرطان التي لم تكن مألوفة في العراق قبل عام 2003.. مشيرا إلى أن أثر هذه الأسلحة سيبقى لسنوات طويلة قادمة.

ويرى الساعدي، أن الولايات المتحدة تنظر إلى العراق كساحة لتصفية الحسابات مع الجماعات المتطرفة، مشيرا إلى دورها في صعود تنظيم القاعدة، ثم تنظيم داعش الذي تسبب في تدمير هائل للثقافة والآثار العراقية، بما في ذلك المواقع الأثرية والتراثية، مؤكدا استمرار جذور هذا الإرهاب حتى الآن.

ضحايا الحرب الأمريكية في العراق

وتضيف المهندسة العراقية عائدة عبد الكريم، أن أكثر من مليون عراقي ما بين نساء ورجال وأطفال لقوا حتفهم بسبب الاحتلال الأمريكي.

ووسط المعلومات المتداولة حول الارتفاع الهائل لعدد ضحايا الحرب الأمريكية في العراق، تشير الإحصاءات الرسمية العراقية إلى مقتل أكثر من 100 ألف مدني خلال الاحتلال الأمريكي عام 2003، بالإضافة إلى أن العدد الحقيقي للضحايا المدنيين جراء الأعمال العسكرية غير معروف.

ووفقا المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان، فأن الحرب خلفت 5 ملايين طفل يتيم في العراق، أي ما يعادل 5% من إجمالي الأيتام في العالم.

وشهد العراق فترات من الفوضى والصراعات الداخلية التي عانت منها بسبب التدخل الأمريكي، مما أدى إلى تراكم الكراهية والغضب بين الولايات المتحدة والشعب العراقي.

اقرأ أيضا

اخترنا لك