تتسارع وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة في ساحة المعركة، حيث تعكس التدريبات التي أجراها الجنود الأميركيون في قاعدة فورت بليس بولاية تكساس الأخيرة تطورًا ملحوظًا في التكتيكات الحربية. هذه الطائرات، التي تُعرف بأنها سلاح غير مكلف يشكل تحدياً كبيراً للدبابات الحديثة، أصبحت أداة مفضلة في النزاع الأوكراني وتُستخدم بشكل متزايد عالميًا.
صعود الطائرات المسيّرة
تشهد حرب الطائرات المسيّرة تطورًا سريعًا بفضل النزاع الروسي الأوكراني، حيث أصبحت الولايات المتحدة، رغم امتلاكها لأفضل الجيوش وأنظمة الدفاع، متأخرة في هذا المجال. غياب الخبرة لدى معظم الجنود الأميركيين في استخدام هذه الأنظمة بات يشكل تحدياً حقيقياً في ساحات المعارك القادمة.
فيما يمتاز الجيش الأميركي بإنتاج أسلحة تقليدية ضخمة، إلا أنه يواجه صعوبات في التصنيع السريع للطائرات المسيّرة صغيرة الحجم. وفي يوليو الماضي، أصدر وزير الدفاع الأميركي مذكرة تهدف لتسريع اعتماد الطائرات المسيّرة في الجيش.
بدأ الجنود الأميركيون مؤخرًا في بناء طائراتهم المسيّرة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتدريبهم على أجهزة محاكاة شبيهة بألعاب الفيديو، مما يمنحهم القدرة على التوجيه والدخول عبر النقاط الحرجة.
التحديات والتعاون مع أوكرانيا
على الرغم من جهود الولايات المتحدة في تحسين قدراتها، تواجه البلاد تحديات تحثها على تسريع وتيرة الإنتاج. تفتقر الأسلحة الأميركية إلى قطع صينية لأسباب أمنية، والبدائل المحلية عادةً ما تكون باهظة الثمن. في هذا السياق، عرضت أوكرانيا مساعداتها لإنتاج الطائرات المسيّرة كجزء من التوجه لتعزيز العلاقات مع واشنطن.
خلال زيارة للبيت الأبيض، اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عقد صفقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتوريد 10 ملايين طائرة مسيّرة سنويًا على مدار خمس سنوات. تفاصيل المشروع لا تزال قيد النقاش.
احتياجات حلف الناتو
في مؤتمر بألمانيا، حذر قادة عسكريون أوكرانيون من ضرورة استثمار حلف الناتو في الطائرات المسيّرة، مع التأكيد على أن 80% من نجاح العمليات العسكرية الأوكرانية يعود إلى استخدامها. أكد المسؤولون على أهمية التكيف مع الوسائل الحديثة لخوض الصراعات.
وأشار وزير الدفاع الأميركي إلى ضرورة قبول القادة التحديات المرتبطة بهذه التقنية جديدة. وتم توفير دعم موحد لبناء خطة لتزويد كل وحدة عسكرية بالطائرات المسيّرة بحلول السنة المالية 2026.
تعزيز القدرات العسكرية
سيبدأ التدريب في تكساس، حيث سيتعلم الجنود كيفية بناء وصيانة الطائرات المسيّرة. يشمل التدريب أيضاً استخدام هذه الطائرات في المهمات القتالية، مما يعزز قدرتهم على تنفيذ المهام بكفاءة.
ومن المتوقع أن يسهم استخدام الطائرات المسيّرة في توفير الدعم اللوجستي وعلاج المصابين، وهو ما يعكس توجهًا متكاملًا نحو استخدام هذه التقنية في الحروب الحديثة.
السوق الأوكرانية لصناعة الطائرات المسيّرة
يتزايد الاعتماد على الطائرات المسيّرة المصنعة محليًا في أوكرانيا، حيث تسجل البلاد تقدمًا في إنتاج هذه التقنيات المتطورة. مع ذلك، تسعى أوكرانيا للابتكار والتعاون مع شركاء دوليين لتعزيز قدراتها في هذا المجال.
وفي سياق الحرب، يستمر السباق التكنولوجي بين أوكرانيا وروسيا، حيث تسعى كل منهما لتطوير طائرات مسيّرة جديدة تتماهى مع القوات في الميدان.
طائرات FPV ومنظومات الدفاع
أسست شركة Neros لإنتاج الطائرات المسيّرة المصنوعة محليًا، مع اعتراف الرئيس التنفيذي بأهمية تطوير هذه الأنظمة بالتعاون مع الجيش الأوكراني. تشير هذه التطورات إلى تحول جذري في صناعة الدفاع نحو تقنيات أقل تكلفة وأكثر فعالية.
وفي الوقت نفسه، تواجه الشركات الأميركية صعوبات في إنتاج الطائرات المسيّرة بسعر تنافسي، مما يدفعها للتفكير في اتباع نماذج جديدة للابتكار، الأمر الذي يعد تحولاً كبيرًا في استراتيجياتها.
آفاق مستقبلية
تسعى أوكرانيا لزيادة إنتاجها ليصل إلى 4 ملايين طائرة مسيّرة سنويًا، مما يشكل خطوة كبيرة في تطوير قدراتها العسكرية. يتوقع المراقبون أن يستمر استخدام هذه الطائرات في النزاعات المقبلة، خاصة في النزاعات بعيد المدى.