أثار حديث الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، حول «سد النهضة» الإثيوبي، تساؤلات حول إمكانية تدخل الإدارة الأميركية لحل الأزمة القائمة بين القاهرة وأديس أبابا.
انتقادات ترمب لسياسات بلاده
انتقد ترمب في منشور على منصته الإعلامية، «تروث سوشيال»، السياسات الأميركية بشأن تمويل السد، واصفًا ذلك بأنه “غباء”. كما أشار إلى أن السد يساهم في تقليل تدفق المياه إلى نهر النيل.
حسب معلومات مصادر مصرية مطلعة، يمكن أن يُستثمر حديث ترمب لتحريك مسار المفاوضات التي توقفت، رغم أنهم حذروا من عدم وجود مؤشرات إيجابية على وساطة أميركية في القضية.
الأزمة بين مصر وإثيوبيا
تدور الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول مشروع «سد النهضة»، الذي بنته أديس أبابا على رافد نهر النيل. وتطالب مصر والسودان باتفاق قانوني ملزم ينظم عمليات ملء السد وتشغيله.
جاء حديث ترمب في إطار تسليط الضوء على مشاركته كفاعل في حل النزاعات الدولية، حيث ذكر أنه يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام من خلال جهود في ملف «سد النهضة».
وساطة أميركية سابقة
سبق للولايات المتحدة أن لعبت دور الوساطة في أزمة «السد»، حيث نظمت جولة مفاوضات في واشنطن عام 2020 بمشاركة البنك الدولي. ورغم التقدم الملحوظ، لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بسبب رفض إثيوبيا توقيع المشروع.
مصدر مصري مطلع أكد أن حديث ترمب لا يعني وجود أي تقدم في المفاوضات، بسبب تعنت الجانب الإثيوبي الذي أوقف مسار التفاوض، في ظل غياب الإرادة السياسية المطلوبة.
تعليقات الخبراء والبرلمانيين
أعلنت مصر عن توقف المفاوضات بين الدول الثلاث خلال العام الماضي، بعد 13 عامًا من المحادثات. ولم يصدر موقف إثيوبي رسمي بشأن حديث ترمب، لكن خبراء في أديس أبابا وصفوا تصريحاته بأنها “غير مسؤولة”.
السفير صلاح حليمة، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أشار إلى أن الأزمة لا تزال قائمة في ظل السياسات الأحادية لأديس أبابا. ورغم ذلك، أشار إلى إمكانية استثمار تصريحات ترمب لتحريك المفاوضات مجددًا.
صوت البرلمان المصري
يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، يرى ضرورة الربط بين تصريحات ترمب وتحرك فعلي من واشنطن لدعم القضية. وأكد أن تأثيرات السد على الأمن المائي المصري لا تزال قائمة.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن اكتمال ملء بحيرة سد النهضة، مع بلوغ السعة التخزينية 74 مليار متر مكعب، مؤكدًا موعد افتتاح السد في سبتمبر المقبل.
دور السودان في الأزمة
مكي المغربي، مدير وحدة العلاقات الدولية في المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية، اعتبر أن التصريحات الأميركية قد تجذب الانتباه مجددًا إلى قضية السد. وأكد على أهمية التواصل الدبلوماسي مع الجانب الإثيوبي وتعاون السودان مع مصر في هذا الشأن.
في سياق متصل، أجرى رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اتصالاً بنظيره السوداني المكلف، كامل الطيب إدريس، مشددًا على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم في مختلف المجالات.