تتزايد الجهود الوسيطة لعودة التهدئة في قطاع غزة، في وقت تواصل فيه الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو توجيه تهديدات لـ”سحق حماس»، وعدم الاعتراف بحق إقامة دولة فلسطينية، بينما تبرز تسريبات عن رفض مقترح الحركة لتبادل الأسرى والرهائن لمدة تصل إلى 5 سنوات.
التباين في التصريحات
يدرك المراقبون أن التصعيد يتزامن مع زيارة متوقعة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل نهاية الشهر الجاري، إذ يرى الخبراء أن نتنياهو يسعى لتأمين مستقبله السياسي خلال فترة حرجة، رغم الضغوط المتزايدة من واشنطن وتكثيف جهود الوساطة لتحقيق حلول مؤقتة وهدن إنسانية.
وفقًا لما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن الحكومة الحالية ترفض مقترحًا بوقف إطلاق النار في غزة لمدة خمس سنوات تشمل إعادة جميع المخطوفين، مع التأكيد على عدم السماح لـ”حماس» بتجديد قدرتها العسكرية.
خطاب نتنياهو القوي
خلال خطاب له، أكد نتنياهو على استراتيجيته المتمثلة في «سحق حماس» ورفض فكرة إنشاء دولة فلسطينية. وصرّح بأن «فكرة الدولة الفلسطينية لجلب السلام هي هراء»، موجهاً انتقادات حادة للسلطة الفلسطينية.
ورغم ذلك، عبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن استيائها من موقف نتنياهو، مشددة على ضرورة إعادة المخطوفين وإنهاء النزاع، ودعت إلى تنظيم تظاهرات في تل أبيب لمطالبة الحكومة بالتحرك.
مبادرة حماس الشاملة
في سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة في «حماس» أنها قدمت رؤيتها عبر الوسيط المصري لإنهاء النزاع، والتي تتضمن صفقة تبادل تشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف العدوان وردّ قوات الاحتلال من غزة.
وقد تضمنت هذه المبادرة التزامًا بإدارة غزة عبر «لجنة إسناد مجتمعي» دون مشاركة حماس، مع تقديم ضمانات من قبل الأطراف المعنية.
التحركات الإقليمية والدولية
تسعى الحركة لتحقيق دعم من تركيا لنقل رؤيتها إلى إدارة ترمب، في مفاوضات تلوح في الأفق. من جانبها، تؤكد الحكومة القطرية على تعاونها مع مصر والولايات المتحدة لبلوغ وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
بدورها، دعت فرنسا إسرائيل إلى إنهاء القتال في غزة، في حين أشارت بريطانيا إلى نيتها توقيع مذكرة تفاهم تعزز من بناء الدولة الفلسطينية، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية.
تحديات وقف إطلاق النار
انهار اتفاق لوقف إطلاق النار السابق في 18 مارس، وسط تصاعد القصف الإسرائيلي، مما زاد الأمور تعقيدًا. ورغم عدم نجاح المقترحات السابقة، تبقى جهود الوسطاء مستمرة للضغط على الأطراف المعنية.
وفي هذا السياق، يعتقد الخبراء أن تقديم اقتراحات توافقية خلال زيارة ترمب قد تغير من ديناميكيات المفاوضات، وقد تجبر نتنياهو على الانخراط في اتفاقات مؤقتة لتجنب المزيد من التوترات.
في النهاية، يظل الموقف هشًا وتحت تأثير الضغوط الدولية والإقليمية، مع استمرار المطالبات الشعبية بالتوصل إلى حلول دائمة وشاملة.