شهادات مروعة لجنود إسرائيليين تكشف تفاصيل ممارسات غير أخلاقية في غزة، من بينها قتل مدنيين عُزَّل بدوافع شخصية، واستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
شهادات جنود إسرائيليين
في فيلم وثائقي جديد بعنوان “كسر الصفوف: داخل حرب إسرائيل”، يروي جنود إسرائيليون تفاصيل مروعة عن سلوك الجيش في غزة، مؤكدين انهيار المعايير الأخلاقية والقانونية، وتلاشي القيود على إطلاق النار.
الجنود الذين تحدثوا في الفيلم المقرر بثه على قناة “آي تي في” (ITV) كشفوا عن ممارسات مثيرة للقلق، مشيرين إلى أن حياة الفلسطينيين أصبحت رهنًا بتقديرات فردية لقادة ميدانيين، وأن الشبهات وحدها كافية لتبرير القتل.
تجاوزات خطيرة في غزة
“دانيال”، قائد وحدة دبابات، يوضح كيف أصبح إطلاق النار دون قيود أمرًا ممكنًا، بينما يكشف آخرون عن استخدام الجيش للدروع البشرية، وهو ما تنفيه تل أبيب رسميًا.
شهادات الجنود تتضمن تفاصيل صادمة عن إطلاق النار على مدنيين كانوا يهرعون للحصول على مساعدات غذائية، في مواقع توزيع أنشأتها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
تفسيرات القواعد العسكرية
النقيب يوتام فيلك، ضابط في سلاح المدرعات، يشير إلى أن التدريب الأساسي في الجيش يركز على معايير “الوسيلة والنية والقدرة” لتبرير إطلاق النار، لكن هذه المعايير غائبة تمامًا في غزة.
“إيلي”، جندي آخر، يوضح أن ضمير القائد الميداني هو الذي يحدد مَن هو العدو، وأن الشبهات كافية لتبرير القتل، ما يجعل تحديد الهدف “تعسفيًا واعتباطيًا”.
هدم المباني السكنية
“إيلي” يروي حادثة مروعة، حيث أمر ضابط بهدم مبنى في منطقة آمنة، بحجة أن رجلاً ينشر الغسيل على السطح هو مراقب ميداني، ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى.
تحليل لبيانات استخباراتية إسرائيلية كشف أن 83% من القتلى في غزة هم من المدنيين، وهو رقم قياسي في النزاعات الحديثة، رغم نفي الجيش الإسرائيلي لهذه الأرقام.
تبريرات الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي يصر في بيان رسمي على التزامه بالقانون، مؤكدًا أنه يعمل وفقًا لالتزاماته القانونية والأخلاقية، رغم التعقيد العملياتي الذي يفرضه تغلغل حركة “حماس” في البنية التحتية المدنية.
جنود آخرون أشاروا إلى أنهم تأثروا بخطاب السياسيين والزعماء الدينيين، الذين اعتبروا كل فلسطيني “هدفًا مشروعًا” بعد هجوم السابع من أكتوبر.
تحريض على العنف والإبادة
لجنة تابعة للأمم المتحدة خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مشيرة إلى تحريض من قادة إسرائيليين، مثل الرئيس إسحاق هرتسوغ، الذي اعتبر الأمة الفلسطينية بأكملها مسؤولة عن الهجوم.
“دانيال”، قائد وحدة الدبابات، يؤكد أن خطاب عدم وجود أبرياء في غزة قد تسرب إلى صفوف الجيش، وأن الجنود بدأوا في تصديقه.
دور الحاخامات في الجيش
الفيلم الوثائقي يكشف عن دور بعض الحاخامات في الجيش في الترويج لهذه الآراء المتطرفة، وتحريض الجنود على الانتقام من الفلسطينيين، بمن فيهم المدنيون.
الحاخام أبراهام زربيف، وهو رجل دين متطرف خدم في غزة، يعتبر أن كل شيء هناك هو بنية تحتية إرهابية ضخمة، ويفتخر بدوره في تدمير الأحياء الفلسطينية.
تفاصيل “بروتوكول البعوض”
الجنود يؤكدون استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، وهي ممارسة تُعرف باسم “بروتوكول البعوض”، حيث يتم إرسال المدنيين إلى الأنفاق لرسم خريطة لها باستخدام هواتف “آيفون”.
الجيش الإسرائيلي ينفي استخدام المدنيين كدروع بشرية، مؤكدًا أن هذه الأوامر تم التأكيد عليها بشكل روتيني للقوات طوال فترة الحرب.
جرائم في مواقع توزيع المساعدات
“سام”، الذي كان يعمل في مواقع توزيع الغذاء التابعة لـ “مؤسسة غزة الإنسانية”، يروي شهادات مروعة عن قتل مدنيين عُزَّل على يد الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك إطلاق النار على شبان كانوا يركضون للحصول على المساعدات.
كما يروي كيف دمرت دبابة إسرائيلية سيارة تقل أربعة مدنيين بالقرب من أحد مواقع التوزيع، ما أسفر عن مقتلهم جميعًا.
حصيلة الضحايا المدنيين
وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 944 مدنيًا فلسطينيًا خلال سعيهم للحصول على مساعدات في محيط مواقع إغاثة تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية”.
المؤسسة والجيش الإسرائيلي ينفيان استهداف المدنيين الذين يسعون للحصول على الطعام، لكن الشهادات المروعة التي قدمها الجنود في الفيلم الوثائقي تكشف عن صورة قاتمة للواقع في غزة.


