جنوب أفريقيا تحقق بملابسات نقل فلسطينيين من غزة إليها

تحقيقات في ملابسات وصول فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا وسط اتهامات بالتهجير

أثار وصول نحو 130 فلسطينياً إلى جنوب أفريقيا قادمين من قطاع غزة جدلاً واسعاً، حيث فتحت السلطات تحقيقاً في ملابسات دخولهم، وسط اتهامات بوجود مخطط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وكشف فلسطينيان من بين الواصلين أنهم دفعوا ألفي دولار لكل تذكرة طيران لنقل عائلاتهم إلى جنوب أفريقيا، ضمن رحلة نظمتها منظمة غير معروفة تدعى “المجد أوروبا”.

دعم جنوب أفريقيا للقضية الفلسطينية

لطالما أبدت حكومة جنوب أفريقيا دعماً قوياً لحقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم في إقامة دولتهم المستقلة. واتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في حرب غزة، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة، مؤكدة أن عملياتها العسكرية تستهدف حركة “حماس” فقط.

تحقيقات جنوب أفريقيا في القضية

أكد وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، أن بلاده تحقق في “ملابسات مثيرة للشكوك” تحيط بوصول هؤلاء الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الأمر قد يكون جزءاً من “أجندة أوسع نطاقاً لإخراج الفلسطينيين من فلسطين”.

ردود فعل إسرائيلية وفلسطينية

ورداً على تصريحات لامولا، قال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “أوضح أنه إذا أراد الفلسطينيون المغادرة، فيجب السماح لهم بمغادرة قطاع غزة. وإذا أرادوا العودة إلى قطاع غزة، فينبغي السماح لهم بالعودة أيضاً”. من جانبها، ذكرت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق التابعة للجيش الإسرائيلي أن الفلسطينيين غادروا بموافقة دولة ثالثة، وحصلوا على تأشيرات دخول وتصريح بالهبوط في جنوب أفريقيا.

الغموض يحيط بتصاريح الدخول

لكن وزير الخارجية الجنوب أفريقي نفى صحة هذه التصريحات، مؤكداً أن الواصلين لم يحصلوا على الموافقات والتصاريح المطلوبة، وأن الأمر قيد التحقيق.

تسهيلات إسرائيلية لمغادرة غزة

وكانت وكالة “رويترز” قد ذكرت في مايو الماضي أن إسرائيل خففت القيود المفروضة على مغادرة الفلسطينيين لغزة، وأن نحو ألف شخص تم نقلهم بالحافلات إلى خارج القطاع للتوجه إلى أوروبا وأماكن أخرى، بناءً على طلب من حكومات أجنبية.

منظمة “المجد أوروبا” المثيرة للجدل

أفاد الفلسطينيان اللذان تحدثا إلى “رويترز” بأنهما شاهدا إعلانات على الإنترنت لمنظمة تدعى “المجد أوروبا” تعرض فرصة مغادرة غزة، وقدما طلبات قبل نحو ستة أشهر. واشترطت المنظمة أن يكون المتقدم حاصلاً على جواز سفر وأن يكون العرض متاحاً للعائلات فقط.

تواصل عبر “واتساب” وتصاريح أمنية

بعد فترة، تلقى الفلسطينيان رسائل من “المجد أوروبا” عبر “واتساب” تفيد بحصولهم على تصريح أمني، وغادروا غزة على متن حافلات عبر معبر كرم أبو سالم، ثم سافروا جواً من مطار رامون ووصلوا إلى جنوب أفريقيا في 13 نوفمبر.

معاناة الفلسطينيين تدفعهم للهجرة

أوضح رمزي أبو يوسف، وهو مريض سرطان، أنه اضطر إلى مغادرة غزة للعلاج وتأمين مستقبل أفضل لعائلته، بعد أن قُتلت اثنتان من بناته في هجوم إسرائيلي في يونيو 2024.

ظروف معيشية قاسية في غزة

وأشار فلسطيني آخر إلى أن عائلته قررت المغادرة بعد أشهر من القصف وتكرار إخلاء منزلهم، مؤكداً أن الظروف المعيشية في غزة باتت لا تطاق.

تداعيات الحرب على غزة

يسلط هذا الحادث الضوء على الأوضاع المأساوية في قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهر على انتهاء الحرب التي دمرت معظم القطاع، والتي بدأت في السابع من أكتوبر 2023.

تضارب المعلومات حول وضع الواصلين

وصل الفلسطينيون إلى مطار جوهانسبرغ على متن طائرة مستأجرة قادمة من كينيا، لكن سلطات الحدود ذكرت أنهم لم يكونوا يحملون أختام مغادرة أو تذاكر عودة أو تفاصيل عن أماكن إقامتهم. وأفاد أبو يوسف بأن المجموعة حصلت على تأشيرات لمدة 90 يوماً، وأن بعضهم يقيمون في فنادق صغيرة، بينما يستضيف أفراد من الجالية المسلمة في جوهانسبرغ آخرين. وغادر 23 شخصاً كانوا على متن الرحلة إلى وجهات أخرى.