الأحد 26 أكتوبر 2025
spot_img

جريمة بنغازي تهز ليبيا وتثير مخاوف تفاقم العنف الأسري

spot_img

بنغازي تهتز لجريمة مروعة هزت الرأي العام الليبي، حيث أقدم أب على إنهاء حياة أبنائه السبعة، قبل أن يلقى حتفه في ظروف غامضة، مما أثار موجة من القلق بشأن تصاعد العنف الأسري وتأثير انتشار السلاح في البلاد.

تحقيقات جارية وملابسات غامضة

تتواصل التحقيقات الأمنية لكشف ملابسات الحادث وتحديد ما إذا كان الأب، حسن الزوي، قد أقدم على قتل أبنائه ثم انتحر، كما رجحت مديرية أمن بنغازي ومقربون من الأسرة.

في المقابل، شككت بعض المنظمات الحقوقية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في الرواية الرسمية، مطالبين بتحقيق معمق للكشف عن وجود شبهة جنائية محتملة.

أزمات المجتمع والانقسام السياسي

تباينت آراء الخبراء والمختصين حول أسباب الحادث، فبينما اتفقوا على أنها واقعة فردية، رأى البعض أنها تعكس أزمات المجتمع الليبي في ظل الانقسام السياسي وغياب الأمن.

آخرون اعتبروا الحادث جرس إنذار لمواجهة جرائم العنف الأسري وسن قوانين لحماية النساء والأطفال.

تداعيات فوضى السلاح

يرى مستشار الأمن القومي الليبي السابق، إبراهيم بوشناف، أن جرائم العنف المجتمعي مرتبطة بما شهدته البلاد من فوضى عقب سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وأكد بوشناف على ضرورة تغليظ العقوبة على حمل السلاح دون ترخيص، والمسارعة في تبني مشروع وطني لتوحيد مؤسسات الأمن.

ضعف تطبيق القوانين

أكد عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، علي التكبالي، أن عوامل عدة غذت ظاهرة العنف الأسري، وعلى رأسها انتشار السلاح، وضعف تطبيق القوانين والإفلات من العقاب.

كما حذر التكبالي من تداعيات الانقسام السياسي وغياب الاهتمام بدراسة تأثير الأزمات المعيشية على الاستقرار النفسي للمواطنين.

غياب الخبرات الأمنية

أشار التكبالي إلى أن عناصر الأجهزة الأمنية تفتقر إلى الخبرات اللازمة للتعامل مع جرائم العنف الأسري، وغالباً لا تتحرك إلا بعد وقوع الجريمة.

في المقابل، عززت قبيلة الزوي رواية مديرية أمن بنغازي، مؤكدة أن الأب كان يعاني من اكتئاب حاد بعد انفصاله عن زوجته.

انخفاض الجريمة أم ارتفاع العنف الأسري؟

بينما تشير السلطات الرسمية إلى انخفاض نسب الجرائم عموماً، تؤكد بعض المنظمات الحقوقية رصد ارتفاع معدلات الجرائم الأسرية.

وكان وزير الداخلية في حكومة أسامة حماد، عصام أبو زريبة، قد أعلن مطلع العام الحالي، أن معدل الجريمة انخفض بنسبة 44 في المائة عن العامين الماضيين.

مخاطر السلاح الفردي

يرى الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا، الدكتور عبد المنعم الحر، أن مأساة بنغازي سلطت الضوء على خطورة السلاح الفردي المنفلت، وتداعيات ما شهدته البلاد على السلوك العام.

ودعا الحر إلى وضع حلول عاجلة للحد من فوضى السلاح، وتأسيس شبكة إلكترونية تدعم تركيب كاميرات المراقبة في الشوارع للحد من الجريمة.

حماية الشرائح الضعيفة

رأت عضوة ملتقى الحوار السياسي، آمال بوقعيقيص، أن الحادثة تعيد تسليط الضوء على ما تتعرض له الشرائح الضعيفة في المجتمع من عنف، خصوصاً المرأة والأطفال.

ودعت بوقعيقيص إلى مراجعة القوانين وتشديد العقوبات، وتوفير الحماية اللازمة للمرأة والطفل من العنف الأسري.

قصور القوانين وغياب الدعم

انتقدت بوقعيقيص غياب قانون لمكافحة العنف ضد المرأة، ومراكز الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرة إلى أن القبيلة كثيراً ما تصطف إلى جانب الزوج مهما اشتد عنفه.

من جهتها، رأت عضوة مجلس النواب الليبي، عائشة الطبلقي، أن الجريمة دقت ناقوس الخطر من تحول الخلافات الأسرية إلى مآس يدفع ثمنها الأبرياء.

دعوات لمراجعة القوانين

دعت لجنة الشؤون الاجتماعية بمجلس النواب إلى إعادة النظر في القوانين وتشديد العقوبات، ودراسة الأسباب لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.

اقرأ أيضا

اخترنا لك