اندلعت اشتباكات في مدينة جرمانا، الواقعة جنوب شرقي دمشق، فجر اليوم، نتيجة تجمع مسلحين من بلدة المليحة القريبة، التي تضم أغلبية سنية، مما أدى إلى تصعيد الوضع في المدينة ذات الأغلبية الدرزية.
تفاصيل الاشتباكات
وأفادت وزارة الداخلية السورية بأن وحدات من قوات الأمن، بدعم من وزارة الدفاع، تدخلت لفض الاشتباكات بين مجموعات مسلحة داخل المدينة ومحيطها. وأوضحت الوزارة في بيان أن هذه الاشتباكات جاءت على خلفية تداول مقطع صوتي يتضمن إساءة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، مما أدى إلى تحريض عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد أحد عناصر الأمن العام في المنطقة، في حديثه لـ”الشرق الأوسط»، أن الاشتباكات التي وقعت ليل الاثنين – الثلاثاء، لم تكن بين قوات الأمن والمسلحين المحليين من أهالي جرمانا، بل كانت بين بعض أهالي المليحة ومسلحين من ذرية المسلمين الموحدين. وأشار إلى أن الاشتباكات لم تصل إلى قلب المدينة، وأنه لا يُعرف من بادر لإطلاق النار عند مفرق النسيم.
الخسائر البشرية
وحسب ما أفادت به مصادر إنقاذ محلية لـ”رويترز»، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر جهاز الأمن العام. وذكر مصطفى العبدو، المسؤول الإعلامي في وزارة الداخلية، أن الوحدات الأمنية تضم عادةً مقاتلين سابقين في المعارضة.
ونفى العبدو مزاعم حول تعرض البلدة لهجوم من مسلحين، مشيراً إلى أن الاحتجاجات التي نظمها مدنيون غاضبون من المقطع الصوتي تعرضت لإطلاق نار من مجموعات درزية.
الوضع في جرمانا
قال الشيخ أبو صالح، أحد المسؤولين في جرمانا، إن الوضع في المنطقة كان هادئاً قبل حدوث هذه الأحداث، حيث كان هناك اتفاق سابق مع الدولة على وجود 300 عنصر من الدروز و100 من الأمن العام في الضاحية. وأكد على أن الأمور كانت تسير بشكل سلس دون خلافات.
وأوضح أن الأحداث الأخيرة ناتجة عن تحريض من أفراد في بلدة المليحة، مشيراً إلى أن التسجيل المسيء لم يكن من إنتاجهم. وبحسب قناة الإخبارية السورية الرسمية، فقد منعت المجموعات المسلحة دخول المدنيين إلى المدينة، ورفضت قوات الأمن دخولها حتى الآن.
نداء لحل الأزمة
وطالب الشيخ أبو صالح بزيارة وفود حكومية إلى جرمانا لتقديم ضمانات للأهالي، مشيراً إلى أنهم يواجهون هجمات من عدة محاور، مما يجعلهم يشعرون بعدم الأمان. ولفت إلى ضرورة استئناف التعاون مع أجهزة الأمن بصورة تدريجية، من خلال تفاهمات بين شيوخ ووجهاء المدينة ومسؤولي الدولة.