الخميس 13 نوفمبر 2025
spot_img

جدل في مصر بسبب حفلات إسرائيلية لأغاني أم كلثوم

spot_img

أثارت فرقة موسيقية إسرائيلية جدلاً واسعًا في الساحة الثقافية والفنية في مصر بعد إعلانها تنظيم حفلات الاحتفاء بالذكرى الخمسين لوفاة أيقونة الغناء العربي أم كلثوم في نوفمبر 2025.

حفلات في ذكرى أم كلثوم

من المقرر أن تقود الحفل المغنية الإسرائيلية فيوليت سلامة، بمشاركة 30 موسيقيًا، حيث سيُؤدون أشهر أغاني “كوكب الشرق”، التي تُعد رمزًا ثقافيًا لا يضاهى في العالم العربي، وتمثل هوية وطنية وتراثًا يمتد من مصر إلى باقي دول المشرق العربي.

غير أن هذا الإعلان لم يُلتقَ بالترحاب بل أثار موجة من الغضب، خاصة في الأوساط الفنية والثقافية. حيث اعتبر الكثيرون أن هذا الحدث يمثل محاولة جديدة من إسرائيل للسيطرة على الإرث الثقافي العربي، وأطلق عليه نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي وصف “الاستعمار الثقافي”.

تحذيرات من النشطاء

وتساءل النشطاء: كيف يمكن لدولة مثل إسرائيل أن تزعم حبها لأغاني مطربة كرست حياتها لمحاربة إسرائيل بشكل علني؟

أم كلثوم، المولودة في عام 1898 وتوفيت في 1975، لم تكن مجرد مغنية، بل أيقونة ثقافية ووطنية. بعد هزيمة يونيو 1967، تحولت من فنانة إلى صوت للصمود العربي، داعمةً للجيش المصري و”المقاومة الفلسطينية” عبر فنها.

آراء الخبراء

في تصريحات لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أشار الدكتور محفوظ العدل، رئيس اتحاد المؤلفين والملحنين والناشرين المصريين، إلى أن “سرقة التراث الثقافي هي ممارسة متكررة من جانب إسرائيل”. كما أكد أن تنظيم مثل هذه الحفلات دون موافقة ورثة أم كلثوم أو الجهات الثقافية المصرية يمثل انتهاكًا صارخًا للملكية الثقافية.

وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة وجود خلفية سابقة للجدل، حيث اتهمت جيهان الدسوقي، حفيدة أم كلثوم، العام الماضي إحدى شركات الإنتاج الفني ببيع حقوق استغلال أغاني كوكب الشرق لإسرائيل، وهو ما نفته الشركة مدعية أنها تهدف “لحماية هذه الحقوق”.

جدل مستمر

أضافت “معاريف” أنه ليس من الإعتراضات الجديدة، حيث أنتج التلفزيون الإسرائيلي في عام 2017 فيلمًا وثائقيًا عن أم كلثوم، أثار ردود فعل متباينة في الأوساط العربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجدال يبقى رمزًا لوضع العلاقة المعقدة بين السياسة والثقافة، بينما تسعى إسرائيل لتقديم نفسها كجزء من المشهد الثقافي الإقليمي، يتمسك الشعب المصري والعربي بحقوق التراث الفني لأم كلثوم كأيقونة وطنية لا تقدر بثمن.

رفض عائلة أم كلثوم

أكّدت جيهان الدسوقي، حفيدة شقيقة أم كلثوم، أن أم كلثوم تمثل الهرم الرابع لمصر، مشددة على رفضها لتنظيم حفلات إسرائيلية لأغاني الفنانة. وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي شريف عامر في برنامج “يحدث في مصر”، اعتبرت أن تنظيم حفلات بهذا الشكل يعد اغتصابًا للتراث المصري.

أضافت: “أم كلثوم هي مصر، جميعنا مرتبطون بها. نرفض أن تُقام حفلات في إسرائيل بصوتها”، مكررةً الرفض القاطع لكل نشاط فني يتعلق بأم كلثوم في إسرائيل.

اقرأ أيضا

اخترنا لك