الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

جالانت يستقيل من الكنيست ويؤكد: رحلتي لم تنته

استقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت، الأربعاء، من الكنيست، بينما واصل الاحتفاظ بعضويته في حزب “الليكود” القيادي، الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأكد جالانت أن “رحلته لم تنته بعد”، في خطوة تأتت بعد أقل من شهرين من إقالته من منصبه.

في خطاب متلفز، استعرض جالانت سنوات خدمته في المجالين العسكري والسياسي، مشيرًا إلى دوره في تقويض القدرات العسكرية لـ”حماس”، وجماعة “حزب الله”، وإيران. وأوضح أنه يتحمل مسؤولية الأحداث التي سبقت الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023 والحرب الحالية ضد قطاع غزة.

انتقادات داخلية

وأكد جالانت التزامه بقيم ومسار حزبه “الليكود”، لكنه استطرد منتقدًا بعض السياسات، بما في ذلك التعديلات القضائية التي اعتبرها “خطرًا واضحًا وفوريًا”. وتشير التقارير إلى أن العلاقة بين نتنياهو وجالانت شهدت توترات منذ تولي الحكومة الحالية مهامها في نهاية عام 2022، حيث أقال نتنياهو جالانت في مارس 2023 بعد دعوته لوقف خطة حكومية مثيرة للجدل لتقليص صلاحيات المحكمة العليا.

هذه الإقالة أثارت احتجاجات جماهيرية، مما دفع نتنياهو للتراجع ورد اعتبار جالانت قبل أن يعود ويقيله مرة أخرى في نوفمبر 2024.

أهمية التجنيد

شدد جالانت خلال كلمته على ضرورة “تجنيد جميع الإسرائيليين بشكل كامل ومتساوٍ”، وأكد أن تجنيد اليهود المتشددين (الحريديم) يُعتبر “ضرورة عسكرية”. وأشار إلى أن إقالته كانت مرتبطة بموقفه من هذه القضية، مبرزًا موقف خليفته يسرائيل كاتس ونتنياهو الذين يسعون إلى إعفاء “الحريديم” من الخدمة العسكرية، الأمر الذي اعتبره غير مقبول.

وختم جالانت قائلاً: “كما هو الحال في ساحة المعركة، كذلك في الخدمة العامة، هناك لحظات يتعين عليك فيها التوقف لتقييم الوضع واختيار مسار العمل”. وأكد أن “رحلته لم تنته بعد”.

استقالة استباقية

يتوقع أن تسهل خطوة جالانت موقف نتنياهو في البرلمان لحشد الأصوات اللازمة لدعم مشاريع قوانين هامة. ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن وسائل إعلام محلية قولها إن استقالة جالانت قد جاءت استباقيًا، بعد أن كان من المحتمل أن يعترف حزبه بكونه منشقًا، مما كان سيمنعه من الترشح مرة أخرى.

وحسب موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، بدأ منسق الائتلاف الحكومي أوفير كاتس في التحضير لاتخاذ إجراءات لطرد جالانت. وكتب عضو الكنيست عن حزب “الليكود” أفيخاي بوعرون على منصة “إكس” أن “جالانت كان يعلم أنه إذا لم يستقل، ستعلن كتلة (الليكود) اعتباره متقاعدًا”.

التوترات السابقة

أضاف بوعرون أن جالانت أظهر من خلال سلوكه رسالة واضحة مفادها أنه غير ملتزم بالحزب أو الائتلاف، حتى لو تطلب الأمر إخراج نتنياهو من سرير المرض. ودعا إلى ضرورة مغادرة جالانت الكنيست و”الليكود” معًا.

وكان غياب جالانت عن جلسة تصويت الميزانية مؤخراً لافتاً، خاصة وأن نتنياهو حضر رغم مغادرته المستشفى بعد عملية جراحية. ويتواصل الجدل حول قرارات نتنياهو المتعلقة بإقالة جالانت، والتي جاءت وسط خلافات حول إدارة الحرب ضد قطاع غزة، بينما تبقى وضعية جالانت كعضو منتخب في الكنيست قائمة.

في سياق متصل، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق جالانت ونتنياهو، بتهم تتعلق بجرائم الحرب والمخالفات الإنسانية في الصراع المتواصل في غزة، لكن تل أبيب ترفض الاعتراف بقرارات المحكمة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك