تفاقم أزمة التلوث في قابس التونسية يدفع إلى “يوم غضب” احتجاجاً على الانبعاثات الصناعية، بعد تسجيل حالات اختناق متكررة بالقرب من المجمع الكيميائي، ما استدعى تدخل فرق الحماية المدنية لإسعاف المصابين، وسط مطالبات بالإيقاف الفوري للوحدات الملوثة.
تصاعد الاحتجاجات الشعبية
دعوات متزايدة من “الاتحاد الجهوي للشغل” و”الرابطة التونسية لحقوق الإنسان” إلى تنظيم “يوم غضب جهوي” في قابس، بمشاركة القوى الحية ومنظمات المجتمع المدني، للتنديد بتجدد حالات الاختناق. إدارة المجمع الكيميائي والسلطات مطالبون بالتحرك الفوري لوقف الانبعاثات.
فرق الحماية المدنية تدخلت لإسعاف مصابين بصعوبات تنفس بالقرب من المجمع الكيميائي في قابس، جنوبي تونس. الغضب الشعبي يتصاعد منذ الإبلاغ عن أولى حالات الاختناق في مطلع سبتمبر الماضي.
الوضع الصحي المتدهور
مساء السبت، فضت الشرطة مظاهرة بالغاز المسيل للدموع بعد إغلاق طرق وإضرام النار في مبنى تابع للمجمع الكيميائي. المجمع ينتج أسمدة من الفوسفات، وتلوثه يثير قلق الأهالي.
“المندوبية الجهوية للتربية” تؤكد نقل عشرات التلاميذ إلى مستشفيات المنطقة لتلقي الإسعافات الأولية. ارتفاع عدد المتضررين يستدعي تحركاً عاجلاً لوقف التلوث.
إحصائيات مقلقة
مسؤول يكشف عن وصول عدد الأشخاص الذين احتاجوا إلى الرعاية الطبية إلى 122 شخصاً. تفضيل المسؤول عدم الكشف عن هويته يسلط الضوء على حساسية الوضع.
المسؤولة في الحماية المدنية، غفران التواتي، تشير إلى حالات اختناق وآلام في الساقين وعدم القدرة على الحركة. إسعاف المصابين في المكان ونقل آخرين إلى المستشفى يظهر حجم الأزمة.
شهادات من عين المكان
مقاطع فيديو توثق حالة من الذعر بين الناس وسيارات الإسعاف تنقل التلاميذ المصابين. الوضع يتطلب تدخلاً فورياً لوقف الانبعاثات وحماية السكان.
توفيق ضيف الله يروي معاناة شقيقته من الاختناق بسبب الانبعاثات المتكررة. تصاعد الانبعاثات أسبوعياً يزيد من معاناة الأهالي ويجعل الوضع لا يطاق.
اتهامات مباشرة وإضراب مرتقب
الأمين العام “للاتحاد العام التونسي للشغل”، صلاح بن حامد، يؤكد وقوع حالات اختناق بين تلاميذ مدرسة “شط السلام” القريبة من المجمع الكيميائي. اتهام مباشر للمجمع بالتسبب في الانبعاثات السامة.
السكان يشتكون منذ سنوات من تلوث البيئة بسبب إفراغ المجمع لفضلاته. بن حامد يعلن عن “يوم غضب وإضراب عام” قريباً بسبب تفاقم الوضع.
تحركات حكومية وقلق رئاسي
مئات السكان الغاضبين يتظاهرون منذ الجمعة بعد إصابة عشرات الأطفال بحالات اختناق. استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع يزيد من الاحتقان.
الرئيس قيس سعيد يدعو إلى توجيه فريق حكومي لمعمل الحامض الفسفوري بالمجمع الكيميائي. التحرك الرئاسي يعكس القلق من تداعيات الأزمة.
تكرار الحوادث
للمرة السادسة في أقل من شهرين، تسجل منطقة شاطئ السلام في قابس عشرات حالات الاختناق الجماعي الجديدة. تزايد الحالات يستدعي حلولاً جذرية لوقف التلوث وحماية صحة السكان.