في عملية أمنية مفاجئة، ألقت قوات الأمن في إقليم كردستان العراق القبض على السياسي المعارض لاهور شيخ جنكي، فجر الجمعة، بعد اشتباكات مسلحة شهدتها مدينة السليمانية. ويُعد جنكي، وهو ابن عم قياديي أسرة طالباني النافذين، شخصية بارزة في المشهد السياسي الكردي.
اعتقال لاهور جنكي
أكد مسؤول أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس أن جنكي “سلّم نفسه” خلال العملية الأمنية. وأضاف المسؤول أن شقيق جنكي، بولاد، أُصيب في ساقه خلال الاشتباكات وتم اعتقاله.
يأتي هذا الاعتقال في أعقاب توقيف السياسي المعارض شاسوار عبد الواحد، زعيم حركة الجيل الجديد، في 12 أغسطس، مما يثير تساؤلات حول حرية التعبير والمعارضة في الإقليم.
خلافات سياسية متصاعدة
كان لاهور جنكي يشغل منصبًا رفيعًا في الاتحاد الوطني الكردستاني، أحد الحزبين الكرديين الرئيسيين في الإقليم، قبل أن تنشب خلافات بينه وبين ابني عمه، بافل وقباد طالباني.
وتصاعدت الخلافات في عام 2021، حين أشار بافل طالباني إلى تعرضه لمحاولة تسميم، موجها أصابع الاتهام إلى المقربين من جنكي في مجال الأمن.
تفاصيل العملية الأمنية
ذكر مراسل وكالة فرانس برس أن الاشتباكات اندلعت بين قوات الأمن وعشرات المسلحين الذين كانوا يحمون جنكي وشقيقه داخل فندق يملكانه في حي راقٍ بالسليمانية. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة جراء الحريق الذي اندلع خلال الاشتباكات.
وأكد القاضي صلاح حسن، المتحدث باسم محكمة السليمانية، إصدار القضاء أمر قبض بحق جنكي وعدد من الأشخاص بتهمة “تشكيل مجموعة لزعزعة الأمن والاستقرار”. وأشار إلى أن العقوبة قد تصل إلى السجن لمدة لا تقل عن 7 أعوام في حال ثبوت التهمة.
مسيرة جنكي السياسية
ولد لاهور جنكي في عام 1975، وأسس الجهاز الكردي لمكافحة الإرهاب في السليمانية، وترأسه لأكثر من 10 أعوام. وتولى لاحقًا رئاسة وكالة استخبارات تابعة للاتحاد الوطني الكردستاني، قبل أن يتشارك مع بافل طالباني رئاسة الحزب لفترة وجيزة.
وفي عام 2024، أسس جنكي حزبه الخاص تحت اسم “جبهة الشعب”، الذي يتمتع حاليًا بمقعدين في برلمان إقليم كردستان.
انتقادات للوضع في الإقليم
على الرغم من تقديم إقليم كردستان نفسه كواحة للاستقرار، يندد ناشطون ومعارضون بما يصفونه بـ”الفساد المستشري والتوقيفات التعسفية وانتهاكات حرية التجمع والهجمات على حرية الصحافة”.
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العراق استقرارًا نسبيًا بعد أربعة عقود من النزاعات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي في إقليم كردستان.