السبت 5 يوليو 2025
spot_img

توتر روسي أذربيجاني متصاعد: هل يتغير ميزان القوى؟

spot_img

التصعيد يلوح في الأفق بين روسيا وأذربيجان، وسط تدهور ملحوظ في العلاقات الثنائية. التوتر المتزايد يسلط الضوء على تداعيات انخراط موسكو في الحرب الأوكرانية، ويعكس تحولات مهمة في التوازنات الإقليمية. هل نشهد بداية فصل جديد في علاقات البلدين؟

اعتقالات وتصعيد دبلوماسي

اندلع فتيل الأزمة بعد حملة اعتقالات طالت مواطنين أذربيجانيين في روسيا، ما دفع باكو إلى استدعاء القائم بأعمال السفارة الروسية. الخارجية الأذرية أعربت عن “احتجاجها الشديد” إزاء ما وصفته بـ “عمليات تنكيل وإذلال” تعرض لها المعتقلون.

بالمقابل، عزت موسكو الاعتقالات إلى ملاحقة متورطين في جرائم خطيرة، مشيرة إلى تفكيك “جماعة إجرامية عرقية”. لكن هذه الرواية لم تُقنع باكو التي تحدثت عن شبهات حول الأسباب الحقيقية وراء فتح هذا الملف في الوقت الحالي.

إلغاء زيارات وفعاليات

تصاعدت حدة الأزمة مع قرار البرلمان الأذري إلغاء زيارة مقررة إلى موسكو، تلاه إلغاء جميع الفعاليات الثقافية الروسية في أذربيجان. وزارة الثقافة الأذرية عزّت هذه الخطوة إلى “عمليات القتل العمد والعنف ضد الأذربيجانيين على أسس عرقية”.

“الأثر الأوكراني” يظهر

مع تصاعد الأحداث، ظهر عنصر “الأثر الأوكراني” بشكل سريع، إذ حذرت موسكو من أن أوكرانيا “تعمل على توتير العلاقات الروسية الأذرية”. صحف روسية اتهمت باكو بالسير وفق “السيناريو الأوكراني” القائم على “قطع أواصر العلاقات”.

تدهور متواصل

هذا التدهور ليس الأول من نوعه، ففي نهاية العام الماضي، طالبت باكو باعتذار وتعويضات بعد حادث تحطم طائرة ركاب أذرية في المجال الجوي الروسي. كما أوقفت نشاط “الوكالة الروسية للتعاون” في الجمهورية.

هجمات إلكترونية متبادلة

اتهمت باكو موسكو بشن هجمات إلكترونية على وسائل الإعلام الأذرية، وهو ما نفته موسكو. هذا الاتهام زاد من حدة التوتر بين البلدين، وأدخل العلاقات إلى منعطف جديد.

خيارات محدودة

رد الكرملين على إلغاء الفعاليات والتصريحات الأذرية بأسف، مؤكداً أن تصرفات أجهزة إنفاذ القانون لا تبرر تدهور العلاقات الدبلوماسية. دميتري بيسكوف، الناطق الرئاسي، أكد أنه لا توجد خطط لمحادثة بين الرئيسين بوتين وعلييف في الوقت الحالي.

تواصل شخصي مفقود

يقول فرهاد محمدوف، الخبير السياسي الأذري، إن العلاقات بين روسيا وأذربيجان مرتبطة بالتواصل الشخصي بين الزعيمين. ويشير إلى أن غياب هذا التواصل فاقم الأحداث السلبية وطور مسارات لا يمكن حلها على مستوى وزراء الخارجية.

قوة إقليمية صاعدة

يرى أركادي دوبنوف، الخبير في شؤون دول رابطة الدول المستقلة، أن أذربيجان اليوم أهم بكثير بالنسبة لروسيا من روسيا بالنسبة لأذربيجان. ويؤكد أنها قوة إقليمية مؤثرة وأن أنقرة تعد باكو سندًا لها.

مكاسب وخسائر

رسميًا، تعتمد باكو اقتصاديًا على موسكو أكثر من اعتماد موسكو عليها، لكن في ظل ظروف الحرب والعقوبات، تتزايد أهمية الشركاء الصغار للكرملين بشكل حاد. أذربيجان تعد منفذاً حيوياً للسلع ذات الاستخدام المزدوج الضرورية لمجمع الصناعات العسكرية الروسي.

توازنات إقليمية جديدة

قاد انتصار باكو في حرب القوقاز الثانية إلى تغيير واسع في موازين القوى الإقليمية. وفي مقابل زيادة نفوذ باكو وأنقرة، تراجع النفوذ الإيراني ومعه نفوذ روسيا في منطقة جنوب القوقاز.

سيناريوهات متضاربة

في ظل هذا التوتر المتصاعد، توقع بعض الخبراء سيناريوهات محتملة لحرب بين روسيا وأذربيجان. آخرون يستبعدون حدوث صراع عسكري مباشر، معتبرين أن تركيا لن تسمح لعلييف بالدخول في مواجهة مع روسيا.

تحول في ميزان القوى

يشير مكسيم ترودوليوبوف، الخبير في معهد كينان بواشنطن، إلى أن استعداد باكو لتحدي موسكو يعكس تحولًا في ميزان القوى الإقليمي. يؤكد أن أذربيجان ترسخ مكانتها كلاعب أكثر استقلالية وأن باكو لم تعد مستعدة للعب دور الشريك الأصغر المذعن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك