الأحد 2 نوفمبر 2025
spot_img

تنزانيا: فوز ساحق للرئيسة وسط احتجاجات وقلق دولي

spot_img

حققت الرئيسة التنزانية سامية حسن فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية، بحصولها على نسبة تقارب 98% من الأصوات، وفقًا لما أعلنته اللجنة المشرفة على الانتخابات. هذا الفوز يأتي في ظل احتجاجات وأعمال عنف شهدتها البلاد، وتشكيك من المعارضة في نزاهة العملية الانتخابية التي استمرت على مدار أسبوع.

نتائج الانتخابات التنزانية

أعلنت لجنة الانتخابات التنزانية أن سامية حسن، التي تولت السلطة عام 2021 عقب وفاة الرئيس السابق، حصلت على أكثر من 31.9 مليون صوت في انتخابات 29 تشرين الأول/أكتوبر. هذه النتيجة تمنحها ولاية رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات.

لكن هذه النتيجة أثارت استغراب المراقبين، حيث فاز سلفها جون ماجوفولي في انتخابات 2020 بنحو 12.5 مليون صوت فقط. شهدت بعض مراكز الاقتراع تعطيلًا بسبب الاحتجاجات، ما أدى إلى انخفاض الإقبال في يوم الانتخابات بحسب شهود عيان.

احتجاجات وأعمال عنف

تصاعدت الاحتجاجات خلال عملية التصويت، حيث شهدت البلاد انتخاب رئيس وبرلمان جديد. أفاد شهود عيان بقيام محتجين بتمزيق صور الرئيسة حسن وإضرام النيران في مبان حكومية، ما استدعى تدخل الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية.

فرضت الشرطة حظر تجول ليلي في العاصمة التجارية دار السلام، وذلك عقب إضرام النيران في مكاتب حكومية ومبان أخرى. كما شهدت البلاد انقطاعًا لخدمة الإنترنت منذ يوم الأربعاء الماضي.

تحليل الوضع السياسي

يرى المحلل السياسي التشادي صالح إسحاق عيسى أن فوز الرئيسة سامية حسن بنسبة كبيرة، يأتي بعد استبعاد مرشحين بارزين من المعارضة وفرض قيود مشددة. الانتخابات تعكس عمق الانقسام والاحتقان في المجتمع التنزاني.

ويضيف عيسى أن المستقبل قد يشهد تعزيزًا لسلطة الحزب الحاكم وتقييدًا للحريات المدنية. لكن الضغط الشعبي والدولي قد يفرض على الحكومة بعض الإصلاحات، إلا أن هذا يبدو محفوفًا بالصعوبات.

ردود الفعل الرسمية والدولية

وصفت الرئيسة حسن أفعال المحتجين بأنها “غير مسؤولة وغير وطنية” في كلمة ألقتها من العاصمة دودوما بعد إعلان فوزها.

في المقابل، أعلن حزب المعارضة الرئيسي “شاديما” عن مقتل المئات خلال الاحتجاجات. يذكر أن الحزب استبعد من الانتخابات لرفضه التوقيع على وثيقة لقواعد السلوك، كما اعتُقل زعيمه في نيسان/أبريل الماضي.

موقف الحكومة والمعارضة

قال وزير الخارجية التنزاني محمود ثابت كومبو إن عدد القتلى الذي أعلنته المعارضة “مبالغ فيه للغاية”، مؤكدًا أن السلطات لم تجرِ إحصاء للقتلى حتى الآن. كما نفى استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة.

أصدرت كل من بريطانيا وكندا والنرويج بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن قلقها إزاء الوضع في تنزانيا. ودعت السلطات إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع وحرية الرأي.

توقعات مستقبلية قاتمة

يتوقع المحلل عيسى أن المشهد الحالي ينذر بدورة عنف مستمرة. استمرار سياسات القمع وإقصاء المعارضة سيعزز الاحتقان الاجتماعي والسياسي، مما يهدد الاستقرار طويل الأمد.

ويختتم عيسى تحليله بأن تنزانيا تواجه خيارين: إما الاستمرار في نموذج الاستقرار القسري المصحوب بالعنف، أو الانخراط في إصلاحات حقيقية تفتح الطريق نحو ممارسة سياسية أكثر سلمية وشرعية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك