الصومال تتلقى دعماً مالياً أفريقياً لتعزيز بعثة الاستقرار، في ظل تصاعد تهديدات حركة الشباب وتزايد الحاجة إلى تمويل مستدام لضمان تحقيق أهدافها. يأتي ذلك بالتزامن مع دعوات مصرية متكررة للمجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم لمواجهة الإرهاب في مقديشو.
دعم معنوي وعملي
يعتبر مراقبون أن إعلان الاتحاد الأفريقي يمثل دفعة معنوية وعملية للبعثة، خاصة في ظل تصاعد هجمات حركة الشباب. وتتزايد المطالبات بتوفير المزيد من الدعم الدولي لضمان فعالية عمليات مكافحة الإرهاب وتحقيق نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع.
بدأت بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال “أوصوم” مهامها رسمياً مطلع يناير الماضي، خلفاً لبعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية “أتميس” التي انتهت ولايتها نهاية 2024. وجاء إطلاق البعثة الجديدة بقرار من مجلس الأمن الدولي، بهدف دعم الصومال في مواجهة حركة الشباب المتصاعدة منذ 15 عاماً.
أزمة التمويل المستمرة
تظل أزمة التمويل تحدياً رئيسياً يواجه البعثة الأفريقية في الصومال. وكان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، قد أكد في اجتماع عقد بأوغندا في أبريل الماضي على ضرورة توفير التمويل اللازم لضمان استمرارية عمل البعثة وتحقيق أهدافها.
حذر يوسف من وجود عقبات تعيق تطبيق قرار مجلس الأمن بشأن دعم الصومال، مشيراً إلى الحاجة لجهود جماعية لحشد موارد مالية تصل إلى 190 مليون دولار خلال عام 2025.
تمويل طارئ إضافي
وافق المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي على تخصيص تمويل طارئ إضافي بقيمة 10 ملايين دولار لدعم بعثة “أوصوم”، وذلك خلال دورته المنعقدة في غينيا الاستوائية. وسيتم سحب هذا المبلغ من صندوق احتياطي الطوارئ التابع للاتحاد الأفريقي، بهدف تلبية المتطلبات التشغيلية للبعثة.
تصاعد هجمات حركة الشباب
شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً في عمليات حركة الشباب، التي تحارب الحكومة الصومالية منذ 15 عاماً. وشملت هذه العمليات تفجيراً انتحارياً استهدف قاعدة عسكرية في مقديشو في 9 يوليو الجاري، فضلاً عن إعلان الحركة سيطرتها على بلدة موقوكوري الاستراتيجية وسط الصومال.
وفي مارس الماضي، تبنت الحركة مسؤولية تفجير استهدف موكب الرئيس الصومالي، بينما شهد مطلع أبريل إطلاق قذائف قرب مطار العاصمة.
دعم محدود وأثر محتمل
يرى الخبير في الشأن الصومالي، عبد الولي بري جامع، أن التمويل الإضافي يمثل دعماً معنوياً وعملياً للبعثة، إلا أنه غير كافٍ لإحداث تغيير جذري في قدراتها أو تغطية كامل الاحتياجات العملياتية واللوجستية. ويضيف أن هذا التمويل قد يساهم في سد فجوات مؤقتة أو تمويل عمليات طارئة.
الدعوة المصرية للدعم الدولي
يأتي هذا التمويل الأفريقي بعد أيام من دعوة مصر المجتمع الدولي لتوفير تمويل كافٍ ومستدام لبعثة السلام في الصومال، لتمكينها من تنفيذ مهامها بفعالية. وجدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هذا الطلب خلال استقباله نظيره الصومالي حسن شيخ محمود في مدينة العلمين.
وأعلنت مصر في ديسمبر 2024 مشاركتها في بعثة الاتحاد الأفريقي بالصومال، استجابة لطلب الحكومة الصومالية وترحيب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.
حاجة ماسة للدعم الدولي
تؤكد مصادر مطلعة أن بعثة دعم السلام في الصومال لا تزال بحاجة ماسة إلى دعم دولي أكبر، كما طلبت مصر من شركاء مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ودول عربية مؤثرة. ويعزى ذلك إلى التكلفة الباهظة لعمليات حفظ السلام، التي تشمل التدريب والتسليح والنقل الجوي والبنية التحتية والتعويضات.
ويرى مراقبون أن التمويل الجديد قد يشجع الدول المترددة على المشاركة بشكل محدود أو زيادة مساهماتها الحالية، خاصة إذا توافر دعم دولي أوسع.