كشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن تقرير مثير يسلط الضوء على اعتماد روسيا على التكنولوجيا الغربية في تصنيع صاروخها الفرط صوتي الجديد “أوريشنيك”، الذي تم إطلاقه على أوكرانيا الشهر الماضي. ويشير التقرير إلى أن الصاروخ الذي تم تطويره من قبل شركات روسية محلية، لا يزال يعتمد بشكل كبير على معدات ومنتجات غربية متقدمة.
الاعتماد على التقنية الغربية
أعلن معهدان روسيان رائدان في مجال هندسة الأسلحة، يوصفان من قبل الاستخبارات الأوكرانية كـ”مطورين لصاروخ أوريشنيك”، عن وظائف شاغرة تتطلب مهارات في أنظمة تشغيل المعادن المُصنعة من شركات ألمانية ويابانية. وهذا يكشف عن مدى الاعتماد الحاد للكرملين على التكنولوجيا الأجنبية، رغم العقوبات المفروضة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن وسائل التحكم الرقمية بالكمبيوتر (CNC) تُعد ضرورية لتصنيع صاروخ “أوريشنيك”، حيث تمكن المصانع من تشكيل المواد بدقة عالية وسرعة فائقة، معتمدين على أجهزة الكمبيوتر في تشغيل الآلات.
أهداف استراتيجية
في إطار التعليق على هذا الصاروخ، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يُعتبر “رداً على حلفاء أوكرانيا الذين يزودونها بأسلحة متطورة”. وأشار بوتين إلى وجود مخزون قوي من هذه الأسلحة، محذراً من العواقب المحتملة على حلفاء أوكرانيا بعد الضربة التي استهدفت مصنعًا في دنيبرو، الذي كان يُستخدم في السابق كمركز لبناء الصواريخ.
وكشفت “فاينانشيال تايمز” أن معهد موسكو للتكنولوجيا الحرارية، الذي يُعتبر رائداً في إنتاج الصواريخ الباليستية الروسية، قد أدرج في إعلانات التوظيف الخاص به الحاجة للتقنيات الأنظمة المتقدمة التي تُقدمها شركات مثل “فانوك” اليابانية و”سيمنز” و”هايدنهاين” الألمانيتان.
التحديات المستقبلية
مع استمرار روسيا في الاعتماد على معدات أجنبية، تم تداوُل معلومات تشير إلى أن الكرملين يستورد آلات تشغيل المعادن من الصين، لكن تقنيات التحكم لا تزال تأتي من الغرب. وأكد دينيس هوتيك، المدير التنفيذي للمجلس الأوكراني للأمن الاقتصادي، على أهمية الحاجة لوقف تدفق هذه التكنولوجيا، مشيراً إلى أنها تمثل دعماً مباشراً للهجمات الروسية على أوكرانيا.
تعد صواريخ “أوريشنيك” قادرة على حمل رؤوس حربية نووية وتقليدية، بالإضافة إلى إمكانية استهداف ما يصل إلى 6 أهداف باستخدام رؤوس حربية متعددة، مما يزيد من قيمتها كوسيلة للتهديد ضد القوات الغربية في أوروبا والمناطق البعيدة.
دروس مستفادة
صرح نيك بينكستون، الرئيس التنفيذي لشركة Volition، أنه من الممكن تقليل الإنتاج الروسي من خلال تحديد وصول الشركات الروسية إلى وحدات التحكم CNC الغربية. وأوضح أن هذه الأنظمة توفر دقة وسرعة أكبر في الإنتاج، مشيراً إلى أن الانتقال إلى أنظمة جديدة يُمكن أن يستغرق وقتًا طويلاً وقد يؤثر سلباً على جودة الإنتاج.
تظل صناعة الأسلحة الروسية في وضع حرج، حيث يتعين عليها مواجهة تحديات تطوير بدائل محلية لتقنيات غربية لازمة لضمان استمرارية إنتاجها الحربي.