الجمعة 5 سبتمبر 2025
spot_img

تقدم روسي محدود وأوكرانيا تشكك بضمانات الغرب الأمنية

spot_img

أدت تعثر جهود الوساطة الأمريكية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا إلى استمرار تقدم القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية خلال شهر أغسطس الماضي، وإن بوتيرة أبطأ مقارنة بالشهر الذي سبقه، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسات الحرب الأمريكي.

السيطرة الروسية تتوسع

أظهر تقرير معهد دراسات الحرب أن القوات الروسية تمكنت من السيطرة على 594 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الأوكرانية، مقارنة بـ 634 كيلومترًا مربعًا في شهر يوليو. ويشمل ذلك المناطق التي تسيطر عليها روسيا بشكل كامل أو جزئي، بالإضافة إلى تلك التي أعلنت ضمها.

بحلول نهاية أغسطس، باتت روسيا تسيطر على 19% من الأراضي الأوكرانية بشكل كامل أو جزئي، ما يثير مخاوف كييف بشأن مستقبل البلاد.

تزايد الشكوك الأوكرانية

ازدادت شكوك أوكرانيا في الضمانات الأمنية الغربية، خاصة الأمريكية، لمستقبل البلاد، حتى في حال التوصل إلى حل سياسي. وتتهم كييف موسكو بالتظاهر بالتفاوض لكسب الوقت والاستعداد لشن هجمات جديدة.

يدفع هذا الوضع أوكرانيا إلى التركيز على تقوية جيشها، معتبرةً إياه الضمانة الحقيقية لأمنها القومي، بدلًا من الاعتماد على وعود غربية غير محددة.

مخاوف من تكرار الماضي

تخشى أوكرانيا من أن تؤدي الوعود الغربية غير الواضحة إلى تكرار تجربة “ضمانات” مذكرة بودابست الموقعة عام 1994، والتي لم تتضمن أي وعد بالدعم العسكري في حال وقوع هجوم.

ترى كييف أن عدم تحديد طبيعة الضمانات منح روسيا حرية التصرف، كما حدث منذ عام 2014، ما يزيد من قلقها بشأن فعالية أي اتفاق سلام مستقبلي.

جيش أوكراني قوي

تعتبر أوكرانيا أن بناء جيش قوي ومدرب هو الضمانة الرئيسية لأمنها، خاصة في ظل عدم وجود التزامات ملموسة من الغرب بضمانات أمنية لما بعد الحرب.

يؤكد المسؤولون الأوكرانيون أن الاعتماد على القدرات الذاتية هو السبيل الأمثل لردع أي عدوان روسي مستقبلي، بغض النظر عن الوعود الغربية.

الإرادة السياسية الأوروبية

يثير التخطيط العسكري الأوروبي تساؤلات حول الإرادة السياسية الحقيقية لأوروبا في مواجهة روسيا من أجل أوكرانيا.

يرى مراقبون أن الدعم الأمريكي المحتمل للضمانات الأمنية التي تقودها أوروبا قد يعزز من قوة الطمأنينة الأوروبية، وقابلية بقاء أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا.

تركيز على القدرات الذاتية

تركز أوكرانيا على تطوير ضماناتها الأمنية الخاصة التي لا يمكن لروسيا التدخل في شروطها، بما في ذلك توسيع قاعدتها الصناعية العسكرية وشراء الأسلحة الغربية.

تعتبر كييف أن هذا المسار يضمن لها القدرة على حماية نفسها بغض النظر عن مواقف الأطراف الأخرى، وأن تعزيز الصناعات العسكرية والدفاعية الأوكرانية يمثل رادعًا قويًا ضد أي غزو روسي آخر.

تطوير صاروخ “فلامنغو”

تراهن أوكرانيا على ازدهار صناعة الدفاع المحلية، حيث تعمل على إنتاج أسلحة أكثر قوة، بما في ذلك صاروخ كروز بعيد المدى محلي الصنع، “فلامنغو”.

يبلغ مدى الصاروخ الجديد نظريًا نحو 3 آلاف كيلومتر، بحمولة تزيد على ألف كيلوغرام، ما يمكنه من ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية، بما في ذلك موسكو.

رادع أقوى من الوعود

يرى الخبراء أن صاروخ “فلامنغو” يمكن أن يكون بمثابة رادع أقوى لروسيا من أي تعهد غربي بالحماية، خاصة في ظل تردد الشركاء الغربيين في توريد صواريخهم بعيدة المدى.

تطمح أوكرانيا إلى زيادة إنتاج صواريخها الخاصة، مرحبة بالتمويل الغربي لتسريع الإنتاج، وتخطط لزيادة الإنتاج سبعة أضعاف بحلول خريف هذا العام.

اقرأ أيضا

اخترنا لك