spot_img
السبت 20 ديسمبر 2025
20.4 C
Cairo

تعهد سويدي لتركيا بعدم دعم الوحدات الكردية في سوريا

spot_img

حصلت تركيا على تأكيد من السويد بشأن الاستمرار في التعاون لمكافحة الإرهاب، وأكدت عدم تقديم أي دعم لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد جزءًا من قوات سوريا الديمقراطية (قسد). يأتي ذلك في وقت تستعد فيه الإدارة السورية لاستخدام القوة في حال عدم تلبية القوات الكردية لدمجها في الجيش السوري الموحد، بينما تتواصل الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل الموالية لها في شرق حلب.

التزام السويد بمكافحة الإرهاب

أعلنت وزيرة خارجية السويد، ماريا مالمر ستينرغارد، التزام بلادها بتنفيذ جميع التعهدات المقدمة لتركيا خلال قمتي حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد 2022 وفيلنيوس 2023. وأكدت عدم تقديم أي أشكال من الدعم للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا وذراعه العسكرية، مشددة على أن مكافحة الإرهاب تمثل أولوية رئيسية لدى السويد، وأنهم سيعملون مع تركيا كحلفاء لمواجهة جميع التهديدات.

وأكدت ستينرغارد، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي هاكان فيدان، ووزير العدل السويدي غونار سترومر، أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل “فرصة تاريخية” للشعب السوري لرسم مستقبله. كما أشارت إلى أن “إعلان العقبة” بشأن سوريا يعد خريطة طريق مدعومة من الاتحاد الأوروبي وتركيا، وأن وجود عملية سياسية شاملة وعادلة في سوريا يعد أمرًا بالغ الأهمية.

دعم محتمل للسوريين

ذكرت ستينرغارد أن السويد تعتزم دعم العملية السياسية بالتعاون مع تركيا وشركاء آخرين، حيث قدمت دعمًا لسوريا في عام 2024 بلغ 25 مليون يورو. وأكدت على أن السويد ستواصل دعم السوريين واللاجئين في الدول المجاورة.

وأشار وزير العدل السويدي غونار سترومر إلى استمرار توسيع التعاون بين السويد وتركيا في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، موضحًا أن المباحثات تناولت سبل تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة التهديدات الإرهابية، بما في ذلك “تنظيم حزب العمال الكردستاني”.

قضايا الأمن الثنائية

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنه تم بحث وجهات النظر حول القضايا الأمنية الثنائية والدولية، خاصة الحرب على الإرهاب. وتم التطرق إلى الخطوات التي اتخذتها السويد ضد “تنظيم حزب العمال الكردستاني” وذراعه في سوريا.

كان من المقرر عقد اجتماع آلية الأمن التركية السويدية في أنقرة في 18 سبتمبر 2024، لكن تم تأجيله بسبب عطل في طائرة الوفد السويدي. وقد وقعت تركيا والسويد وفنلندا مذكرة تفاهم ثلاثية خلال قمة “ناتو” في مدريد 2022، لتشكيل آلية أمنية تشمل التزامات البلدين الاسكندنافيين في مكافحة الإرهاب.

الوضع الأمني في سوريا

في سياق متصل، أعلن وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، أن الإدارة الجديدة في دمشق تعهدت بحل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في جيش موحد. وأشار إلى استعداد الحكومة لاستخدام “القوة” إذا لم تتحقق نتيجة من المفاوضات مع القوات الكردية.

وأكد أبو قصرة أن باب التفاوض قائم مع “قسد” ولكن إذا استدعى الأمر القوة، فإنهم سيكونون جاهزين. في حين تواصل القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالية لها شن هجمات على مولات قسد في شرق حلب، محاولة السيطرة على سد تشرين الاستراتيجي.

تصاعد الاشتباكات

استهدفت الفصائل الموالية لتركيا محور تل سيرتيل بالقرب من سد تشرين بريف منبج، ما أدّى إلى اشتباكات بالأسلحة الثقيلة مع قوات “قسد”. ونتج عن هذه الاشتباكات مقتل أربعة عناصر من الفصائل، وإصابة ثلاثة من “قسد”.

كما تم تنفيذ عمليات تسلل على نقاط عسكرية تابعة لـ”قسد”، فيما ردت الأخيرة بقصفٍ على المحور باستخدام الطائرات المسيّرة، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الفصائل. وأفادت مصادر بأن قصف المدفعية الذي نفذته “قسد” على قرية تل عرش أدّى إلى مقتل طفلتين وإصابة سبعة مدنيين بينهم أربعة أطفال وامرأة.

مظاهرات وحالة من التوتر

شهدت مناطق شمال وشرق سوريا مظاهرات احتجاجية شملت بلدات تل تمر والمالكية وعامودا ودعمًا لقوات “قسد”، حيث طالب المتظاهرون المجتمع الدولي بوقف الهجمات التركية. جاءت هذه الوقفات بعد فشل المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين “قسد” وتركيا.

في ذات السياق، استهدفت “قسد” قاعدة تركية في قرية مناخ بريف رأس العين ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أتراك بجروح بليغة. هذه الأحداث تأتي في ظل تحفظات متبادلة وتصاعد حدة الاشتباكات في مناطق النزاع.

اقرأ أيضا

اخترنا لك