دمج قاذفة Patriot على USS Montgomery
أعلن توم كافانا، مدير الأنظمة البحرية في قسم الصواريخ والتحكم في النيران بشركة لوكهيد مارتن، عن نجاح دمج قاذفة صواريخ Patriot M903 على متن سفينة القتال الساحلية USS Montgomery (LCS 8) من فئة Independence. أجريت التجربة في سان دييجو، واستمرت لمدة أسبوع كامل، في خطوة تعكس اهتمام البحرية الأميركية بتعزيز قدرات الدفاع الجوي والصاروخي.
تم وضع منصة الإطلاق على سطح قيادة السفينة كجزء من دراسة أوسع لمفاهيم الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل الاستكشافي، بهدف تعزيز الحماية ضد التهديدات المتزايدة في منطقة المحيط الهادئ.
تأتي هذه التجربة في وقت تتزايد فيه المخاوف حول توسع ترسانات الصواريخ في المنطقة، مما يجعل فرص تحسين القدرة الدفاعية لهذه السفن حاجة ملحة.
تحسين قدرة الدفاع
تعتبر قاذفة M903 نظاماً تقليدياً يستخدم لإطلاق صواريخ Patriot الاعتراضية، ويمثل دمجها على متن USS Montgomery الحالة الثانية لتكييف نوع جديد من قاذفات الصواريخ مع سفن القتال الساحلية، بعد نظام تسليم الحمولة Mark 70 السابق.
يشير Mark 70 إلى نسخة حاويات من نظام الإطلاق العمودي Mk 41، مما يتيح دعم صواريخ مثل SM-3 وSM-6 للدفاع ضد الصواريخ الباليستية والطائرات المهاجمة عن بُعد.
وسلط وزير البحرية الأميركي السابق كارلوس ديل تورو الضوء على الفوائد التي جلبها Mk 70 إلى الفئة، مؤكداً أنها وسيلة فعّالة لاستعادة القيمة التشغيلية لبرنامج LCS.
نظام PAC-3 MSE
حُملت قاذفة Patriot على متن USS Montgomery بصواريخ اعتراضية من طراز PAC-3 MSE، وهو صاروخ يجري دراسته حالياً للتكامل البحري. من المتوقع أن تبدأ البحرية الأميركية في شراء هذا الصاروخ في السنة المالية 2026 لدعم الاختبارات، مع خطط طويلة الأمد لتكييفه مع خلايا Mk 41.
يوفر PAC-3 MSE نطاقاً أكبر ضد التهديدات الجوية والصاروخية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ المجنحة وأنظمة فرط صوتية، مما سيساهم في تعزيز النظام الدفاعي الحالي.
تشير التحليلات إلى أن الملاحظات من النزاعات الأخيرة، مثل تلك في أوكرانيا والبحر الأحمر، قد أثرت على جهود التكامل، مما يعكس أهمية تعزيز الدفاعات متعددة الطبقات.
توجهات عالمية في الدفاع البحري
تجربة دمج أنظمة الدفاع الجوي البرية على السفن السطحية تعكس اتجاهاً عالمياً لتلبية الفجوات في القدرات الدفاعية البحرية بسرعة. على سبيل المثال، جهزت إسرائيل طراداتها ببنية C-Dome، النسخة البحرية من نظام الاعتراض القبة الحديدية.
وفي هذا السياق، قامت روسيا بدمج نظام Pantir-S1 على سفنها، بينما استخدمت المملكة المتحدة نظام Sea Ceptor، مما يدل على مقدرة الصواريخ على تنفيذ أدوار متعددة.
تتبع الهند وإسرائيل نمطاً مماثلاً باستخدام صواريخ Barak-8 في النسختين البرية والبحرية. وبالمثل، استعملت الصين حلاً مشابهاً مع صاروخ HQ-16، الذي يُثبت على الفرقاطات.
تعزيز الأمن الدفاعي
يمكن اعتبار تجهيز USS Montgomery بقاذفة M903 استجابة للاحتياجات العملياتية المتزايدة في مناطق مثل الفلبين. ووفقًا لموظف سابق في لوكهيد مارتن، فإن هذا النظام قد يكون فعالاً في البيئات العملياتية، رغم عدم وجود تأكيد مستقل بعد.
سيوفر دمج نظام Patriot مع السفن الحربية ذات الغاطس الضحل إمكانية لدعم المواقع النائية بسرعة، مع تجنب القيود اللوجستية للانتقال عبر المناطق المتنازع عليها.
تعتبر هذه التحسينات جزءًا من جهود البحرية الأميركية لزيادة فعالية سفن LCS، بما يتجاوز تركيزها الحالي على المهام التقليدية. يتضمن ذلك دمج PAC-3 MSE وصواريخ أخرى لتوجيه السفن نحو مهام دفاعية متقدمة.
التجارب والتطوير المستمر
شاركت USS Montgomery في عدة مبادرات مرتبطة ببرنامج سفن القتال الساحلية، مثل أول هجوم بري لها باستخدام صواريخ AGM-114L Longbow Hellfire في مايو 2022. وقد دعمتها طائرة مروحية مسيرة MQ-8C Fire Scout.
عند نشرها الأول في عام 2019، كانت USS Montgomery من بين الوحدات الأولى التي تعمل من قاعدة سنغافورة، حيث شاركت في تدريبات متعددة الجنسيات وعُرفت كأول سفينة من فئة Independence تكمل برنامج التدريب التكتيكي المتقدم.
تظهر هذه الأنشطة دور السفينة في العمليات المبكرة وتقدم تدريبها وتجاربها في دمج الأنظمة الدفاعية، مما يعكس التوجهات الحالية في تعزيز قدرات السفن القتالية الأميركية.