بشجاعة كبيرة يقوم المجلس الأعلى للجامعات حالياً بحل مشكلة كبيرة كانت تواجه الحاصلين على درجة الماجستير من كليات طب الأسنان في تخصص التركيبات الثابتة والتركيبات المتحركة، والتي كانت موجودة بهذه المسميات في الجامعات الأجنبية أيضاً منذ ما يقرب من 50 أو 60 سنة، وكانت كليات طب الأسنان في مصر تسير على نفس النهج، بل وكان بكل كلية قسم للتركيبات الثابتة وقسم آخر للتركيبات المتحركة، وهنالك الآلاف من أطباء الأسنان القدامى، ما زال بعضهم حتى الآن يزاول هذا التخصص بعد حصوله على الماجستير إما في التركيبات الثابتة أو التركيبات المتحركة.
لكن بعد التقدم العلمي الضخم في مجال التركيبات السنية في السنوات الأخيرة، قررت الجامعات الأجنبية أن توحد هذا التخصص في مسمى واحد يشمل التركيبات الثابتة والتركيبات المتحركة معاً، تحت مسمى “الاستعاضات السنية” وذلك بعد أن ضعف الاحتياج لتخصص التركيبات المتحركة ولم يعد الأمر يحتاج إليه كثيراً كتخصص منفصل.
إلا أن بعض دول الخليج – والذين تعلّم معظم أبنائهم في جامعاتنا، ودرس بعضهم التخصص الأول، وآخرون درسوا التخصص الثاني، وما زالوا يمارسونه حتى الآن – قرروا عدم السماح للحاصلين على الماجستير من الجامعات المصرية في مجال طب الأسنان بالعمل بها، إلا إذا كان مسمى الماجستير الذي يحملونه موحداً في تخصص شامل، وليس محدداً به تركيبات ثابتة أو تركيبات متحركة. بل وزادت الأمور تعقيداً عندما طلبوا من الحاصلين على الماجستير بأي من التخصصين منذ سنوات مضت، بضرورة تعديل شهاداتهم بشهادات جديدة تحمل المسمى الشامل فقط: “ماجستير الاستعاضات السنية”. وأصبحت هذه المشكلة تواجه حالياً ما يقرب من 2000 طبيب أسنان من المتخصصين في التركيبات، سواء بالمسمى الأول “ثابتة” أو المسمى الثاني “متحركة”.
وذهبت من جانبي إلى الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، وعرضت عليه المشكلة التي كانت قد تفجّرت منذ ما يقرب من خمس سنوات، ولم يقترب منها أحد لحلها. فأبلغني بشكل قاطع، بعد تواصله مع الدكتور محمد أيوب، رئيس لجنة قطاع كليات طب الأسنان، وأكدا كلاهما لي أن المشكلة في طريقها للحل خلال أيام، بعد أن تم إعداد لائحة استرشادية لجميع كليات طب الأسنان في مصر، وبها هذا المسمى الجديد الموحد، والذي سيُطبّق بعد الموافقة على هذه اللائحة في جلسة المجلس الأعلى القادمة يوم 28 من هذا الشهر.
وفيها سيتم فتح المجال لأي خريج حاصل على الماجستير في التركيبات، سواء الثابتة أو المتحركة، أن يتقدم للكلية التي تخرج منها بعد إقرار اللائحة الجديدة، ويقدّم طلباً لدراسة مواد إضافية في التخصص الآخر، حتى يُكمل استيعابه لكلا التخصصين، الثابت والمتحرك، وأن يتم ذلك على مدار فصلين دراسيين – لمن يريد منهم – وسيصل عدد الساعات المعتمدة التي سيدرسها الطبيب إلى 40 ساعة، ويحصل بعدها على شهادة تكميلية للماجستير الذي كان قد حصل عليه قبل ذلك من المجلس الأعلى للجامعات.
أما المسجلون الجدد لدرجة الماجستير حالياً ولم يحصلوا عليها بعد، فسيتم إضافة المواد التكميلية لهم، ليحصلوا على درجة الماجستير في التخصص الموحد قبل مناقشة الرسالة. ونفس الشيء سيتم تطبيقه مع من سيقوم بالتسجيل للمرة الأولى للحصول على الماجستير في الاستعاضات السنية الموحدة.
وبذلك تنتهي هذه المشكلة التي كانت تؤرق كثيراً من خريجي كليات طب الأسنان في تخصص التركيبات، خاصة عندما يفكرون في السفر للعمل بالخارج، الذي لم يعد يعترف إلا بالتخصص الشامل في التركيبات السنية، وليس الثابتة فقط أو المتحركة فقط.
كما سيتم التواصل بعد ذلك مع المختصين بدول الخليج لبحث إمكانية أن يكون تطبيق ذلك على الحاصلين على الماجستير خلال السنوات الخمس الماضية وما يأتي بعدها. أما الأطباء القدامى، فنأمل أن يتم وضعهم كما هم، سواء في التركيبات الثابتة أو المتحركة، ما داموا يمارسون هذا التخصص بنجاح، سواء من أطباء الأسنان المصريين أو من أبناء دول الخليج أنفسهم.