الخميس 27 نوفمبر 2025
spot_img

تعثّر مشروع “FCAS” الأوروبي وتحوّل نحو “السحابة القتالية”

spot_img

يواجه مشروع “نظام القتال الجوي المستقبلي” (FCAS) الذي أُطلق عام 2017، والمشترك بين ألمانيا وفرنسا وإسبانيا، صعوبات كبيرة قد تُهدد مستقبله، حيث تسعى برلين وباريس حالياً إلى تقليص حجم البرنامج، مع التركيز على تطوير “السحابة القتالية” كمنظومة قيادة وسيطرة أساسية. يأتي ذلك في وقت تزايدت فيه التحديات الداخلية، وفق ما أوردته مجلة The National Interest.

أهداف برنامج FCAS

تسعى فرنسا وألمانيا من خلال برنامج FCAS إلى إعادة تعريف القدرة على القتال الجوي وتعزيز الاستقلال العسكري الأوروبي بعيداً عن الاعتماد على الولايات المتحدة، فضلاً عن دعم شراكات الدفاع داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو).

مع ذلك، فقد واجهت الشركات الفرنسية والألمانية “إيرباص” و”داسو للطيران” خلافات مستمرة تتعلق بتبادل الملكية الفكرية وتوزيع حصة العمالة بينهما، ما يزيد من تعقيد مسار البرنامج.

يُذكّر الوضع الحالي بالتوترات التي شهدها برنامج “المقاتلة الأوروبية المستقبلية” في ثمانينيات القرن الماضي، والذي أدى إلى تطوير فرنسا لمقاتلة “رافال” بينما انتج الآخرون “يوروفايتر تايفون”.

نخبوية الصناعة العسكرية الفرنسية

تاريخياً، اعتمدت فرنسا على تطوير معظم منظوماتها العسكرية بشكل مستقل، مما يمنحها قدرة التحكم في سلسلة التوريد وحقوق التصدير. وقد أكد رئيس شركة Dassault إريك ترابييه استعداد الشركة للقيام بتطوير الطائرة الجيل السادس بمفردها.

بينما يُحتمل أن تسعى ألمانيا وإسبانيا للانضمام إلى “برنامج القتال الجوي العالمي” (GCAP) الذي تقوده المملكة المتحدة، حيث تبدو لندن منفتحة أكثر مقارنة باليابان، الشريك المشترك الآخر.

ومع ذلك، سيكون دور ألمانيا في هذا البرنامج أقل تأثيراً ولكنه سيوفر لها مقعداً على طاولة الجيل السادس.

خطط بديلة لألمانيا

يمكن لألمانيا أيضاً التفكير في التعاون مع السويد، العضو الجديد في حلف الناتو، لتطوير بديل لمقاتلة JAS 39 Gripen. وكانت ستوكهولم قد شاركت سابقاً مع بريطانيا وإيطاليا قبل انسحابها بعد دمج برنامج “تيمبيست” مع البرنامج الياباني F-X.

يتضح أن “السحابة القتالية” هي الخيار الأكثر ترجيحاً، حيث من المؤكد أنها ستسهم في تقوية الترابط بين المقاتلات المأهولة والطائرات المسيّرة والأنظمة الأخرى.

السحابة القتالية كمفهوم مستقل

بينما يبدو أن برنامج FCAS لن ينتج مقاتلة مأهولة، فإن تطوير “السحابة القتالية” قد يُؤكد على توجه جديد في القوة الجوية الأوروبية. منصة السحابة ستربط المقاتلات مع أجهزة الاستشعار والرادارات والطائرات المسيّرة، مما يعزز مستوى التنسيق.

سيتمكن القائمون بهذه المنظومة من استثمار التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي لتحسين التكامل التشغيلي بين مقاتلات الناتو.

آفاق المستقبل

كان من المقرر أن تدخل هذه المنظومة القتالية حيّز التشغيل بحلول عام 2040، ولكن هناك محادثات حول إمكانية تحقيق ذلك بحلول 2030. تمثل “السحابة القتالية” أملًا لأوروبا في الوصول إلى نظام قيادة مستقل عن الولايات المتحدة خاصةً في ظل التساؤلات حول السيطرة على الأسلحة الحديثة مثل F-35.

يبدو أن أوروبا تحتاج إلى آلية قيادة وساطة مستقلة لتعزيز قدرتها العسكرية ومواجهة التحديات الجديدة، وهو ما قد يُفضي إلى تغييرات كبيرة في الاستراتيجية الدفاعية الأوروبية في المستقبل القريب.

اقرأ أيضا

اخترنا لك