أعربت الحكومة الإسرائيلية، يوم الخميس، عن تعازيها في وفاة بابا الفاتيكان الراحل، فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا، وذلك بعد ثلاثة أيام من رحيله.
تعزية رسمية
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: “تُعبر دولة إسرائيل عن خالص تعازيها للكنيسة الكاثوليكية وللكاثوليك في جميع أنحاء العالم في وفاة البابا فرنسيس، رحمه الله.”
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد نشرت تعزية على منصة “إكس” بعد ساعات من إعلان وفاة البابا، قائلة: “ارقد بسلام، البابا فرنسيس. رحم الله ذكراه”. ومع ذلك، حُذفت هذه التعزية بسرعة دون تفسير واضح.
خلفية التوترات
وأفادت وكالة “أسوشييتد برس” أن إزالة المنشور يُظهر التوترات المستمرة بين إسرائيل والفاتيكان، والتي ازدادت سوءًا نتيجة انتقادات البابا المتكررة بشأن تصرفات إسرائيل خلال حرب غزة. ولم يكن نتنياهو قد أدلى بأي بيان حول وفاة البابا منذ ثلاثة أيام، بينما جاءت التعازي من الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الذي اعتبر البابا “رجل إيمان عميق ورحمة لا حدود لها”.
شهدت العلاقات بين إسرائيل وبابا الفاتيكان الراحل تحسنًا ملحوظًا، خاصة بعد زيارة الأخير للأراضي المقدسة في عام 2014، إلا أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الهجمات التي شنتها “حماس” في 7 أكتوبر 2023، أدت إلى توتر الأوضاع.
ردود البابا على الأحداث
وفي تعليقه على الصراع الأخير، عبّر البابا فرنسيس عن تعاطفه مع المحتجزين والقتلى الإسرائيليين، لكنه أضاف أن الهجمات الإسرائيلية على غزة ولبنان كانت “غير أخلاقية وغير متناسبة”، كما دعا إلى إجراء تحقيق حول إمكانية اعتبار هذه الهجمات إبادة جماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وأوضح وديع أبو نصار، رئيس مجموعة تمثل المسيحيين في المنطقة، أن البابا “أدان ما حدث في 7 أكتوبر، لكنه كان واضحًا في أن ذلك لا يبرر ما يحدث منذ ذلك الحين.”
علاقات متوترة تاريخيًا
كانت العلاقة بين إسرائيل والفاتيكان تاريخيًا هشة، حيث يُنظر أصلًا إلى تقاعس الفاتيكان خلال الهولوكوست كعامل مؤثر. وفي عام 1993، أطلق الكرسي الرسولي علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
تشكل الأقلية المسيحية في الأرض المقدسة أقل من 2% من السكان، حيث يُقدر العدد بـ182 ألف مسيحي في إسرائيل، و50 ألفًا في الضفة الغربية، و1300 في غزة.
الوضع الراهن
تدهورت العلاقات أثناء الحكومة الإسرائيلية اليمينية وخلال النزاع في غزة، حيث عبّر البابا عن قلقه على الرهائن المحتجزين. وفقًا لرأي الكاهن ديفيد نيوهاوس، فإن البابا كانت له مواقف ثابته، قائلاً: “الحرب هزيمة، لا نصر للحرب”.
وكان البابا قد التقى بعائلات الرهائن المتضررين من الأحداث الدائرة، معبرًا عن قلقه بشأن الوضع في الأراضي المتأثرة.
تمثيل إسرائيل في الجنازة
بينما يخطط قادة العالم، من بينهم الرئيس الأميركي، لحضور جنازة البابا فرنسيس، ستقوم إسرائيل بإرسال سفيرها لدى الفاتيكان فقط، وهو مستوى دبلوماسي أدنى. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أنه يرجع جزئيًا إلى تضارب المواعيد مع يوم السبت اليهودي.
ومن جهته، قال أبو نصار: “كان البابا فرنسيس من أفضل أصدقاء إسرائيل، لكن القيادة الإسرائيلية لم تفهمه جيدًا”. واستشهد أبو نصار بموقع البابا كزعيم لأكبر كنيسة في العالم، مؤكدًا على ضرورة احترامه كقائد ذو تأثير عالمي.