الأحد 24 أغسطس 2025
spot_img

تصعيد بغزة يهدد مفاوضات الهدنة.. وإسرائيل تتمسك بشروطها

spot_img

تتصاعد التكهنات حول جولة مفاوضات جديدة محتملة بشأن هدنة في قطاع غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة. يأتي ذلك في وقت لم يصدر فيه رد رسمي على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، الذي وافقت عليه حركة “حماس”.

## مفاوضات القاهرة المحتملة

تتداول وسائل الإعلام الإسرائيلية أن جولة المفاوضات القادمة قد تعقد في القاهرة خلال أيام، دون تأكيد رسمي من الجانب المصري. خبراء يرون أن هذه التحركات قد تكون مجرد مناورات إسرائيلية تصاحبها عمليات تصعيد ميداني، وأن أي مفاوضات في ظل هذا الوضع ستكون شكلية وغير مثمرة، إلا إذا مارست واشنطن ضغوطًا على إسرائيل.

## الكرة في الملعب الإسرائيلي

المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، أعرب عن أمله في تحقيق انفراجة في مسار المفاوضات تفضي إلى اتفاق. وأشار إلى أن “الكرة الآن في ملعب إسرائيل بعد تقديم مقترح مصري – قطري، ولا ينقص الاتفاق سوى توافر الإرادة السياسية اللازمة لدى إسرائيل”.

## مقترح الهدنة ورفض إسرائيل

نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مصادر قولها، أن وفدًا إسرائيليًا قد يتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع لاستئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار، وذلك بعد مرور أسبوع تقريبًا على تسليم الوسطاء مقترح هدنة لمدة 60 يومًا وافقت عليه “حماس”. إلا أن إسرائيل لم تصدر ردًا رسميًا بعد، وتتمسك بشروط لإتمام صفقة شاملة تشمل نزع سلاح الحركة.

## تحذيرات مصرية من التصعيد

وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أكد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الألماني، يوهان فاديفول، على “الأهمية البالغة لاستجابة إسرائيل للمقترح الذي وافقت عليه (حماس) وتنفيذ عناصره”. وحذر من أن “استمرار إسرائيل في توسيع عملياتها العسكرية داخل القطاع لن يسفر عنه سوى تأجيج الوضع المتأزم”.

## “حماس” تتهم نتنياهو

في المقابل، اتهمت حركة “حماس”، في بيان لها، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعرقلة الاتفاق، وذلك بعد تصديقه على خطة احتلال غزة بعد موافقة الحركة على مقترح الوسطاء. وأضافت الحركة: “وافقنا على صفقة جزئية، وأبدينا استعداداً لصفقة شاملة، لكن نتنياهو يرفض كل الحلول، ويتحمل المسؤولية عن أسراه”.

## خطط السيطرة على غزة

نتنياهو أعلن، خلال تفقده وحدات عسكرية في غزة، أنه صادق على خطط الجيش للسيطرة على مدينة غزة و”هزيمة” حركة “حماس”، ووجه ببدء مفاوضات فورية لإطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب “بشروط مقبولة من إسرائيل”، في إشارة إلى الشروط الخمسة وأبرزها نزع سلاح “حماس”، وهو ما ترفضه الحركة.

## مناورات إسرائيلية متعمدة؟

السفير رخا أحمد حسن، عضو “المجلس المصري للشؤون الخارجية”، يرى أن التسريبات الإسرائيلية حول المفاوضات متعمدة، وتأتي للتغطية على استمرار العملية العسكرية وتخفيف الضغوط. ويشير إلى أن نتنياهو قد يرسل وفدًا بلا صلاحيات، وبالتالي ستكون المحادثات بلا نتائج.

## سيناريو التصعيد المستمر

يتوقع حسن أن يستمر هذا السيناريو الإسرائيلي الذي يميل للتصعيد أكثر من التفاوض حتى أكتوبر المقبل، ليعلن نتنياهو في ذكرى الحرب أنه المنتصر. ويؤكد أن “حماس” لن تقبل بشروط نزع السلاح، وبالتالي لا توجد مؤشرات قوية تعزز الذهاب لاتفاق حاليًا.

## الضغط الأمريكي هو الحل؟

المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، لا يعتقد أن جولة المفاوضات المرتقبة ستنجح في تفكيك جمود مسار الهدنة إلا إذا مارست واشنطن ضغوطًا على إسرائيل، أو إذا شعر نتنياهو بأنه سيحقق شروطه الخمسة وفي مقدمتهم نزع سلاح “حماس”.

## فتور إسرائيلي واضح

يرى مطاوع أن “هناك فتورًا واضحًا وعدم اهتمام إسرائيلي بإرسال وفد سريعًا، مقابل خطوات سريعة لقطع شوط سريع في العملية العسكرية”. ويرجح أن يطلب نتنياهو، في حال عاد للتفاوض، إطلاق سراح كل الرهائن الأحياء، ولن يقبل بزيادة عددهم لما هو فوق المقترح الحالي، مما يزيد صعوبة المفاوضات.

## هجوم متواصل على غزة

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في هجومه على مدينة غزة، وتنفيذ عمليات قصف ونسف لمنازل في حي الزيتون وجباليا البلد. وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تعهد بالمضي قدمًا في احتلال كامل قطاع غزة، وهو ما أثار قلقًا عالميًا واعتراضات في الداخل.

## إصرار نتنياهو على العملية

نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصدر عسكري قوله إن “الانطباع السائد هو أن نتنياهو مُصرّ على العملية حتى النهاية، لأنه يُدرك أنه من دونها لن يكون قادراً على الحفاظ على تماسك الحكومة، وستنهار”.

## أهداف استراتيجية إسرائيلية

يرى حسن أن التصعيد العسكري الإسرائيلي سيستمر كنوع من الضغط، ولن يقبل بأي حلول وسط، أو لن يقدم ضمانات. ويؤكد أنه في ضوء ذلك قد يكون الاتفاق تحت ضغوط الوسطاء واردًا، ولكن احتمال التوصل له ضعيف. ويعتقد مطاوع أن إسرائيل أمامها الآن هدف استراتيجي هو إتمام تصعيدها العسكري بشكل له الأولوية عن إعادة الرهائن أو المفاوضات.

اقرأ أيضا

اخترنا لك