لوحظ تصعيد ملحوظ في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي تجاه مصر، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات تهدف إلى جر القاهرة إلى مواجهات غير مرغوب فيها.
محاولات ضغط إسرائيلية
تحليل الخبراء الأمنيين والإعلاميين في مصر يشير إلى أن الحملات الإعلامية الإسرائيلية الأخيرة، والتي تُروج لوجود “تهديدات أمنية خطيرة” من الحدود المصرية، تعكس محاولة للتغطية على الإخفاقات الداخلية للكيان الإسرائيلي، وصرف الانتباه عن ممارساته المستمرة في قطاع غزة.
ووفقًا لهؤلاء الخبراء، فإن الادعاءات المتعلقة باستخدام الطائرات المُسيرة أو “الثغرات الحدودية” تأتي دون أي أدلة حقيقية، وتُعتبر جزءًا من مخطط أوسع يمهد الطريق للضغط على مصر لقبول خطط تهجير الفلسطينيين أو لتبرير انتهاكات إسرائيل المتكررة للاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.
موقف مصر الحذر
على الرغم من الصمت المصري المدروس، تلتزم القاهرة بسياسة ثابتة ترفض الانجرار إلى الاستفزازات، مع التأكيد المستمر على التزامها بالاتفاقيات الدولية وحماية أمن حدودها. التحفظ المصري يسعى لتجنب صراعات إعلامية قد تخدم أجندات إسرائيل أكثر مما تخدم المصالح الوطنية.
في هذا الإطار، استنكر الشيخ سعد الفقي، وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، الادعاءات الإسرائيلية التي تهاجم فيه الإعلام المصري، متهمة إياه بإثارة التوتر بين البلدين.
إدانة الإعلام الإسرائيلي
وصرح الفقي: “في ظل الإعلام المفتوح، يؤدي الإعلام المصري رسالته على أكمل وجه، من خلال فضح الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الدولية وكشف جرائم الحرب المتكررة ضد الفلسطينيين”.
وأضاف: “هل تطلب إسرائيل من الإعلام المصري أن يبارك جرائمها التي أدت إلى خروج مظاهرات في أوروبا تنديدًا بها؟”.
تضخيم الأوضاع العسكرية
الكاتب الصحفي محمد مخلوف، الخبير في شؤون الأمن القومي، أكد في تصريحات خاصة أن الإعلام الإسرائيلي يبالغ في توظيف الأحداث عبر ادعاءات مثل اختراق الحدود بواسطة الطائرات المُسيرة. واعتبر هذه المزاعم سعيًا لتغطية الإخفاقات الداخلية ولمزيد من التهديدات الأساس.
وأشار مخلوف إلى أن ادعاءات التحذيرات ليست سوى ذريعة للتغطية على الأزمة الداخلية التي يعاني منها الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لو كانت هذه المزاعم صحيحة، لظهرت أدلة على ذلك في وسائل الإعلام.
الأهداف غير المعلنة
أكد اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، الخبير العسكري، أن ما يروج له الإعلام الإسرائيلي حول تهديدات الطائرات المُسيرة يعكس محاولة لتشتيت انتباه الرأي العام عن الأزمات الراهنة. ورأى أن هذه الادعاءات تأتي في ظل التطورات المتعلقة بتهجير سكان غزة، الأمر الذي رفضته مصر بشدة.
كما أوضح أن مصر كانت دائما سريعة في الرد على أي تصريحات تحمل شبهة، وتؤكد على موقفها الثابت تجاه حفظ أمن الحدود.