أثارت تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، بشأن توسيع نفوذ بلاده، ردود فعل قوية من حلفاء الولايات المتحدة. خلال مؤتمر صحافي بفلوريدا, أعاد ترمب طرح فكرة ضم كندا لتصبح الولاية 51، ملوحًا بإمكانية استخدام وسائل ضغط عسكرية واقتصادية لاستعادة قناة بنما والسيطرة على غرينلاند.
رد كندي قوي
أكد رئيس الوزراء الكندي المستقيل، جاستن ترودو، ووزيرة خارجيته ميلاني جولي، التزام أوتاوا بعدم الاستجابة للتهديدات الأميركية. في الأسابيع الأخيرة، تكررت تصريحات ترمب حول إمكانية انضمام كندا للولايات المتحدة.
كما أشار ترمب إلى “الحاكم ترودو”، مستخدمًا الألقاب الرسمية لقادة الولايات الأميركية، وأعلن عن إمكانية استخدام “القوة الاقتصادية” ضد كندا، التي تتلقى دعمًا أميركيًا في مجال الأمن. في وقت سابق، تجاهلت السلطات الكندية هذه التعليقات، لكن ترودو خرج عن صمته ليؤكد أن “كندا لن تكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة”.
غرينلاند في مرمى ترمب
تصريحات ترمب حول “السيطرة على غرينلاند” أثارت قلقًا كبيرًا في كوبنهاغن وأروقة الاتحاد الأوروبي. وأوضح وزير الخارجية الدنماركي أن غرينلاند يمكن أن تستقل، إذا اختار السكان ذلك، لكنهم لن يصبحوا ولاية أميركية.
تزامن ذلك مع محادثات بين زعيم غرينلاند وملك الدنمارك بعد تصريحات ترمب، الذي لم يستبعد استخدام القوة لجعل الجزيرة جزءًا من الولايات المتحدة، بينما كان ابنه يقوم بزيارة خاصة هناك.
تحذيرات من الاتحاد الأوروبي
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو حذر من أن الاتحاد الأوروبي “لن يسمح لدول أخرى بمهاجمة حدوده”. بينما ذكّر المستشار الألماني أولاف شولتس بأن مبدأ حرمة الحدود ينطبق على جميع الدول.
ترمب، الذي سيؤدي اليمين رئيسًا بعد أسبوعين، قدّم رؤية توسعية، مما أثار ردود أفعال من زعماء أوروبيين يعبرون عن حرصهم على تعزيز قوتهم. بارو أشار إلى أهمية عدم انغماس الاتحاد في الخوف المفرط.
ردود فعل على تهديدات بنما
إلى جانب ردود الفعل الأوروبية والكندية، أثارت تصريحات ترمب بشأن قناة بنما انتقادات من الحكومة البنمية. حيث أكد وزير الخارجية البنمي، خافيير مارتينيز، أن سيادة بلاده “ليست قابلة للتفاوض”.
وفي المؤتمر الصحفي بمنتجع مارالاغو، صرح ترمب بضرورة “امتلاك” القناة من أجل “الأمن الاقتصادي” للولايات المتحدة، مشيرًا إلى إمكانية اتخاذ إجراءات عسكرية.
جدل حول الأسماء الجغرافية
أما في المكسيك، فقد نفت الرئيسة كلاوديا شينباوم إمكانية تغيير اسم “خليج المكسيك” إلى “خليج أميركا”. وأكدت أن الاسم المعروف هو المعترف به دوليًا، مستنكرة تصريحات ترمب المتعلقة بذلك.
شينباوم أضافت أن “الأمور في المكسيك تعود للشعب”، وهاجمت الرئيس المنتخب بقوة، مذكّرة بوجود معلومات خاطئة قد تصل إليه. هذه التصريحات توضح بشكل واضح عمق التوترات الجيوسياسية في الفترة الحالية.