الخميس 27 نوفمبر 2025
spot_img

تصاعد النشاط الفضائي العربي يثير القلق في إسرائيل

spot_img

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن ارتفاع ملحوظ في النشاط الفضائي العربي، يشير إلى تحول كبير في هذا القطاع.

القيادة الإماراتية

ذكرت الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة تتصدر هذا التطور، بينما تتزايد المنافسة من مصر والسعودية وسلطنة عمان والمغرب والأردن.

وأوضحت الصحيفة أن مصر، رغم اعتمادها على شراكات مع الصين في تطوير بنيتها التحتية الفضائية، أصبحت “مركزًا إقليميًا” بعد إطلاق “مدينة الفضاء المصرية” في العاصمة الإدارية الجديدة، التي تستضيف أيضًا مقر وكالة الفضاء الأفريقية. كما يعكس هذا التحول طموح القاهرة للعب دور قيادي إقليمي وقاري.

المخاوف الإسرائيلية

وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى وجود مخاوف إسرائيلية غير معلنة من هذا النمو الهائل في القدرات الفضائية العربية. إذ تجد إسرائيل، التي أبرمت اتفاق تعاون فضائي تاريخي مع الإمارات في 2021، نفسها الآن أمام “تحد استراتيجي جديد”.

لم تعد دول المنطقة تقتصر على التعاون الأمني أو الاقتصادي، بل تسعى لبناء قدرات فضائية قادرة على تغيير المعادلات التقنية والرقابية.

معرض دبي الجوي

وصفت الصحيفة المعرض الجوي في دبي، المقرر بين 17 و21 نوفمبر 2025، بأنه “لحظة فارقة” تعكس الطموحات العربية في مجال الفضاء. حيث كان “بيت الفضاء”، الذي نظمته وكالة الإمارات للفضاء، الأكبر في تاريخ المعرض، ضم ممثلين عن وكالات فضاء دولية وشركات تكنولوجيا ومستثمرين.

كما قام الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد بزيارة أجنحة الشركات المتخصصة في الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي والطائرات المُسيرة، مستمعًا لشروحات حول أحدث الابتكارات في القطاعين المدني والعسكري.

وفرة القدرات الإماراتية

نقلت الصحيفة عن د. أحمد بالهول الفلاسي، وزير الدولة للرياضة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، قوله إن المعرض “يعكس التقدم الملحوظ الذي حققته الإمارات في قطاع الفضاء، كأحد ثمار الاستراتيجية الوطنية الطموحة”. وأضاف أن الإمارات تفتخر باستضافة شركاء من مختلف وكالات الفضاء العالمية، مما يعزز موقعها كمركز إقليمي للابتكار والتعاون الفضائي.

وأكدت الصحيفة أن الإمارات لم تعد مجرد مستوردة للتكنولوجيا، بل أصبحت تمتلك قدرات تطوير ذاتية عالية. حيث تضم حوالي 200 شركة تعمل في مجال الفضاء، منها 60 تمثل شركات عالمية، ولديها برنامج فضائي متكامل يشمل تطوير أقمار صناعية، وتدريب رواد فضاء، وإطلاق مهام علمية.

إنجازات بارزة

كما لفتت الصحيفة إلى أن الإمارات أطلقت في يناير 2025 قمرًا صناعيًّا جديدًا يحمل اسم MBZ-SAT، والذي يعتبر متقدمًا في مجال التصوير البصري، وقد يضاهي في قدراته أقمارًا إسرائيلية. وذكرت الدولة عزمها إرسال روبوت فضائي إلى الجانب المخفي من القمر بحلول 2026 بالتعاون مع وكالة فضاء أمريكية.

من جهة أخرى، دخلت السعودية بقوة في سباق الفضاء ضمن رؤية 2030، بعد أن أطلقت رسميًّا وكالة فضاء وطنية، وقامت بتدريب أربعة رواد فضاء، منهم ريانة البرناوي وعلي القرني، اللذان سافرا سابقًا إلى محطة الفضاء الدولية في 2023.

تطلعات سلطنة عمان

أما سلطنة عمان، فتشارك عبر شركة Oman Lens، التي طورت أول قمر صناعي للرصد في الشرق الأوسط يعمل بالذكاء الاصطناعي بالشراكة مع شركة صينية. وتعمل عمان حاليًّا على بناء منصة إطلاق فضائية تجارية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي.

اختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن السباق العربي في مجال الفضاء، رغم كونه “على نار هادئة”، يكتسب زخمًا متسارعًا، وقد يؤثر على خريطة القوة التكنولوجية في الشرق الأوسط. كما يثير هذا التطور قلقًا أمنيًّا إسرائيليًّا غير معلن.

اقرأ أيضا

اخترنا لك