الأربعاء 12 نوفمبر 2025
spot_img

تصاعد التوتر: حاملة طائرات أمريكية قرب فنزويلا

spot_img

تتصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا مع انتشار أنباء عن وصول حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس جيرالد فورد”، الأكبر في العالم، إلى مياه أمريكا اللاتينية، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تحول الأزمة إلى صراع عسكري مفتوح.

تحركات عسكرية مكثفة

منذ شهر أغسطس الماضي، كثفت واشنطن من وجودها العسكري في منطقة البحر الكاريبي، حيث نشرت ست سفن حربية، في مهمة معلنة لمكافحة تهريب المخدرات. وأسفرت العمليات العسكرية الأمريكية عن غارات جوية استهدفت سفنًا يشتبه في نقلها للمخدرات، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 76 شخصًا.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تبرر هذه التحركات بمكافحة المخدرات، إلا أن هذه العمليات العسكرية أثارت انتقادات واسعة النطاق، وتسببت في خلافات مع حلفاء واشنطن التقليديين.

تصدع في التحالفات

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التصعيد العسكري، بينما أعلنت كولومبيا تعليق تعاونها الاستخباراتي مع واشنطن، بسبب ما وصفته بـ”الانتهاكات المتزايدة للقانون الدولي وحقوق الإنسان”.

وتفيد تقارير إعلامية بتعليق لندن لتبادل المعلومات الاستخبارية حول تهريب المخدرات في منطقة الكاريبي، مما يعكس تصدعا في التحالفات التقليدية.

مخاوف بريطانية متزايدة

تخشى الحكومة البريطانية من أن تجد نفسها متورطة في ضربات عسكرية “غير قانونية” تنفذها القوات الأمريكية ضد قوارب في المياه الدولية قبالة فنزويلا.

ويأتي هذا القرار بعد استخدام القوة المفرطة ضد سفن لم يتم التحقق من هويات أفرادها، وفقًا لتقارير إعلامية، مما أثار خلافًا حادًا بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) وجهاز الاستخبارات البريطاني (إم آي 5).

انتقادات فرنسية

أعرب وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن “القلق من العمليات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي لأنها تتجاهل القانون الدولي”. وأكد على ضرورة تجنب أي تصعيد، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي لمكافحة المخدرات والجريمة المنظمة.

تجميد التعاون الكولومبي

أمر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو قوات الأمن بوقف تبادل المعلومات مع الوكالات الأمريكية، طالما استمرت واشنطن في هجماتها الصاروخية على القوارب في الكاريبي.

ويعتبر هذا القرار ضربة قوية للجهود الأمريكية في المنطقة، حيث يعتمد أكثر من 80% من المعلومات الاستخبارية التي تستخدمها القوة الأمريكية المشتركة على المعلومات الواردة من كولومبيا.

الرد الفنزويلي

أعلنت فنزويلا حالة “جاهزية قصوى” لقواتها المسلحة، ونفذت تعبئة واسعة النطاق تشمل نحو 200 ألف جندي، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي عدوان أمريكي.

ويرى محللون أن هذه التعبئة تهدف إلى ردع أي ضربة أمريكية محدودة، وليست استعدادًا لغزو شامل لا تملك كاراكاس القدرة على مواجهته.

تحذيرات من الكونغرس

حذر أعضاء في الكونغرس من “زحف التوسع في صلاحيات الحرب التنفيذية”، ودعوا إلى إلزام الإدارة بالحصول على تفويض قبل أي عمل عسكري، معتبرين أن العملية تتعارض مع رغبة غالبية الأمريكيين.

حملة “رمزية”

يرى مسؤولون سابقون أن الحملة الأمريكية “رمزية أكثر منها استراتيجية”، إذ إن معظم المخدرات تمر عبر طرق أخرى لا علاقة لها بفنزويلا.

وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى مصير الأزمة بين الولايات المتحدة وفنزويلا غير واضح، وسط مخاوف من أن تتطور إلى مواجهة مفتوحة في منطقة تشهد بالفعل توترات متزايدة.

اقرأ أيضا

اخترنا لك