أظهرت مقاطع فيديو على شبكة الإنترنت تعرض قافلة عسكرية روسية لهجوم من قبل دبابة بريطانية من طراز “تشالنجر 2” بمساعدة الطائرات بدون طيار، حيث تعرض جزء كبير من القافلة للتدمير، وهو ما جاء في الفيديو المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي والذي لم يظهر مباشرة لدبابة “تشالنجر 2”.
تطورات الحرب في أوكرانيا
يدعي الفيديو تصدي دبابة “تشالنجر 2” لقافلة عسكرية روسية باستخدام الطائرات بدون طيار في اتجاه منطقة كورسك، وهو ما يُعتبر تطورًا مهمًا في الحرب المستمرة في أوكرانيا، وخصوصًا في سياق استخدام دبابة “تشالنجر 2”.
Finally, we have footage of a Challenger 2 take down of a Russian column with the help of FPV! Brutal performance!🍞🔥
Not sure of the date!
🇺🇦82nd Air Assault Brigade in Kursk. pic.twitter.com/67oPFNvqkf— Challenger Tank In Ukraine🇬🇧🇺🇦 (@ChallengerInUA) February 12, 2025
تقدم هذه الحادثة رؤى مهمة حول تطور طبيعة الحروب المدرعة الحديثة، ودمج تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مع الدبابات الثقيلة، والمزايا التكتيكية التي تضيفها الدبابات الغربية إلى ساحة المعركة.
فعالية دبابة “تشالنجر 2”
تعتبر دبابة “تشالنجر 2” دبابة قتال رئيسية صُممت لتوفير حماية فائقة وقوة نارية، وقد زودت المملكة المتحدة بهار أوكرانيا كجزء من حزم المساعدات العسكرية الغربية. في حين أن وجودها في أوكرانيا معروف منذ عدة أشهر، يُعتبر هذا من بين أولى الحالات المؤكدة لاستخدامها في معارك ذات أهمية ضد القوات الروسية.
التحليل الخاص بالفيديو الذي انتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومراكز تحليل الدفاع يُظهر الدبابة تُسقط نيرانها بدقة على قافلة روسية من المدرعات، والتي يُحتمل أن تكون مكونة من دبابات ومركبات قتال مشاة من الحقبة السوفيتية. كان دور الطائرات بدون طيار واضحًا أيضًا في العملية، حيث أصبحت أداة أساسية للاستطلاع والهجوم المباشر في هذه الحرب.
انسجام تكنولوجيا الحرب الحديثة
تكتسب هذه الاشتباكات أهمية خاصة بسبب الجمع بين الدروع الثقيلة والتكنولوجيا الحديثة الخاصة بالطائرات بدون طيار. وتستخدم الطائرات بدون طيار على نطاق واسع من قبل كل من القوات الأوكرانية والروسية، حيث توفر رؤية مباشرة على ساحة المعركة تعزز دقة الاستهداف ووعي الوضع.
في هذا السياق، ساعدت الطائرات في تحديد مواقع العدو، وإرشاد نيران دبابة “تشالنجر 2″، وربما تنفيذ ضربات بنفسها لتعطيل حركة العدو. يشير هذا التعاون بين هذه التقنيات إلى كيفية تكيف أوكرانيا مع الأسلحة التي زودتها الدول الغربية وفقًا لواقع الحرب في القرن الحادي والعشرين.
أهمية نفسية وإستراتيجية
تُعزز أداء دبابة “تشالنجر 2 في هذا الاشتباك سمعتها كإحدى أكثر الدبابات قدرة على البقاء في العالم. بخلاف العديد من الدبابات الروسية التي تعرضت لخسائر فادحة بسبب ضعفها أمام الذخائر والهجمات من الأعلى، فإن “تشالنجر 2” تتميز بدرع مركب ممتاز وتصميم مُعزّز لتخزين الذخائر. هذه الميزات تزيد من قدرة طاقمها على البقاء وفعالية القتال.
القدرة على تحمل نيران العدو، والتنقل بفعالية، والتنسيق مع الاستطلاع بواسطة الطائرات بدون طيار تُظهر كيف أن نشر هذه الدبابة في ساحة المعركة قد يستمر في توفير مزايا استراتيجية لأوكرانيا.
علاوة على ذلك، يحمل هذا الحادث قيمة نفسية ودعائية كبيرة. فإن تدمير قافلة روسية على يد دبابة بريطانية، مع تضخيم الحدث من قبل وسائل الإعلام، يُرسل رسالة قوية إلى القوات الأوكرانية وأعدائها.
تعزز هذه التطورات المعنويات الأوكرانية وتؤكد فعالية الدعم العسكري الغربي، بينما تمثل، بالنسبة لروسيا، نكسة كبيرة أخرى تبرز التحديات التي تواجهها قواتها في مواجهة المعدات الحديثة المزودة من الغرب.
الدبابات وكيفية عملها
سوف يؤثر هذا الحدث على القرارات المستقبلية بشأن نشر الدبابات الغربية في أوكرانيا. على الرغم من وجود مخاوف أولية بشأن استدامة وتعقيد صيانة الدبابات بمعايير الناتو، فإن حالات القتال الناجحة مثل هذه تدعم الحجة من أجل استمرار عمليات التسليم.
قد تدفع أيضًا نحو تكامل أكبر لاستهداف مدعوم بالطائرات عبر جميع الوحدات المدرعة الأوكرانية، مما يضمن أن الدبابات الغربية تعمل بأقصى فعاليتها ضد القوات الروسية المتفوقة عددًا.
تُعتبر دبابة “تشالنجر 2” دبابة قتال رئيسية مصممة ومصنعة من قبل شركة “فيكرز للدفاع”، والتي تُعرف الآن باسم “BAE Systems Land & Armaments”. انخرطت الدبابة في الخدمة منذ عام 1998، حيث تم تصميمها لتحل محل دبابة “تشالنجر 1”.
تمتاز بنظام الدروع من الجيل الثاني “تشوبام”، والمعروف باسم “دورشيستر”، الذي يوفر مقاومة استثنائية ضد التهديدات الحركية والطاقية. لا يزال التركيب الدقيق للدرع سريًا، ولكنه يُعتبر من بين الأكثر تطورًا بين أنظمة الحماية السلبية.
تاريخ الهجوم الروسي على أوكرانيا
في 21 فبراير 2022، أفادت روسيا بأن قواتها الحدودية تعرضت لهجوم من القوات الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل خمسة مقاتلين أوكرانيين. ومع ذلك، نفى أوكرانيا بسرعة هذه الادعاءات، مُعتبرةً إياها “إشارات كاذبة”.
في خطوة ملحوظة في نفس اليوم، أعلنت روسيا أنها اعترفت رسميًا بالمناطق ذاتية الحكم “دونيتسك” و”لوغانسك”، مُشارَّةً إلى أن هذا الاعتراف يغطي جميع المناطق الأوكرانية وفقاً للرئيس الروسي بوتين. عقب هذا الإعلان، أرسل بوتين كتيبة من القوات العسكرية الروسية، بما في ذلك الدبابات، إلى هذه المناطق.
في 24 فبراير 2022، تصدّرت العناوين الرئيسية العالمية حادثة كبيرة، حيث أمر بوتين بشن هجوم عسكري قوي على أوكرانيا. قاد هذا الهجوم القوات المسلحة الروسية القوية المتمركزة على الحدود الأوكرانية، وكان هذا الهجوم مُخططًا له مسبقًا. على الرغم من أن الظروف تشبه الحرب، إلا أن الحكومة الروسية تتجنب استخدام هذا المصطلح، وبدلاً من ذلك تُفضل الإشارة إليه كـ “عملية عسكرية خاصة”.