الأربعاء 5 فبراير 2025
spot_img

تشاد والسنغال تنددان بتصريحات ماكرون الاستفزازية

نددت تشاد والسنغال بشدة بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي اتهم فيها دول الساحل بأنها “لم تشكر” بلاده على الدعم الذي قدمته في مجال مكافحة الإرهاب. جاءت هذه التصريحات خلال اجتماع ماكرون السنوي مع سفراء فرنسا، حيث أكد أن بلاده كانت “محقّة” في تدخلها العسكري منذ عام 2013.

ردود الفعل الرسمية

وذكر ماكرون أن التدخل العسكري الفرنسي كان له دور كبير في استقرار دول الساحل، مدعيًا أن القادة الأفارقة “نسوا أن يقولوا شكرًا”. وأضاف أنه لولا هذا التدخل لكان العديد من هؤلاء القادة غير قادرين على حكم دول ذات سيادة اليوم. وعبّر ماكرون، بأسلوب ساخر، عن ثقته أن شكرهم سيأتي مع الوقت.

أثارت التصريحات استنكارًا واسعًا في نجامينا ودكار، حيث أكد وزير الخارجية التشادي، عبد الرحمن كلام الله، أن نجامينا تشعر بقلق عميق بسبب “موقف ازدراء تجاه أفريقيا” الذي تعكسه هذه التصريحات. وأشار إلى ضرورة احترام القادة الفرنسيين للثقافة الأفريقية، رغم عدم وجود مشاكل بين تشاد وفرنسا.

استقلال تشاد

وفي نهاية نوفمبر، ألغت تشاد الاتفاقات العسكرية مع فرنسا، مشددًا على تطلعات الشعب التشادي نحو السيادة والاستقلال. وأكد الوزير التشادي على أهمية بناء دولة قوية ومستقلة.

من جانبه، أدان رئيس الوزراء السنغالي، عثمان سونكو، تصريحات ماكرون، مشيرًا إلى أن الجنود الأفارقة ساهموا بشكل كبير في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، مما يعكس أبعادًا تاريخية للتعاون الفرنسي الأفريقي.

انسحاب القوات الفرنسية

وأشار ماكرون في كلمته إلى أن قرار سحب القوات الفرنسية اتخذ بالتنسيق مع الدول الأفريقية. وأوضح أن فرنسا تركت مسألة الإعلان عن الانسحابات لتلك الدول، في خطوة وصفها بأنها تعكس الذوق الرفيع.

في السياق ذاته، اعتبر سونكو أن تعليقات ماكرون “خاطئة تمامًا”، موضحًا أن قرار السنغال بإنهاء الوجود العسكري الفرنسي جاء من إرادتها المستقلة كدولة ذات سيادة. كما هاجم سونكو تصريح ماكرون بشأن “الجحود” من قبل قادة الدول الأفريقية، مؤكدًا أن فرنسا ليس لديها القدرة أو الشرعية لضمان أمن القارة.

الدور الأفريقي في الحرب العالمية

وشدد وزير الخارجية التشادي على دور أفريقيا وتشاد المحوري في تحرير فرنسا خلال الحربين العالميتين، وهو دور لم تعترف به فرنسا بشكل كاف، وفقًا له. وأكد كلام الله أن الوجود الفرنسي في تشاد لـ60 عامًا لم يؤدي إلى تأثير حقيقي على تنمية الشعب، بل اقتصر غالبًا على مصالحها الاستراتيجية.

اقرأ أيضا

اخترنا لك