تثير عمليات تسريح واسعة النطاق في وزارة الخارجية الأميركية مخاوف بشأن قدرة الإدارة الأميركية الحالية على تحقيق أولوياتها في ملفات حيوية، وذلك بعد الاستغناء عن نحو 1300 موظف.
تسريح مفاجئ بالخارجية
أثارت هذه الإجراءات، التي جاءت في إطار خطة إصلاحية شاملة، جدلاً واسعاً في الكونغرس، وسط تساؤلات حول تأثيرها على الأمن القومي والمصالح الأميركية حول العالم. وتسببت عمليات الفصل الجماعي بصدمة في الأوساط الدبلوماسية، حيث يخشى البعض من تأثيرها على قدرة الولايات المتحدة على المنافسة عالمياً.
تأثير التسريح على الأولويات
شملت عمليات التسريح موظفين معنيين بملفات تعتبرها الإدارة الأميركية غير ذات أولوية، مثل تغير المناخ وقضايا المرأة واللاجئين. في المقابل، طالت أيضاً فرقاً تعمل على ملفات حساسة مثل مكافحة تزوير جوازات السفر، والتصدي للصين، ومكافحة الإرهاب.
كما شملت عمليات الفصل خبراء في مكافحة تزوير التأشيرات وغسل الأموال في روسيا وأوروبا الشرقية، إضافة إلى متخصصين في مكافحة الجريمة المنظمة وتزوير تأشيرات العمال المهاجرين.
تبرير وزارة الخارجية
بررت وزارة الخارجية هذه الخطوة بأنها تهدف إلى تخفيض النفقات وترشيد العمليات، من خلال إلغاء الوظائف غير الأساسية والمكررة. وأكدت الوزارة أن التخفيضات “صُممت بعناية لتشمل الوظائف غير الأساسية، والمكاتب المكررة أو الزائدة عن الحاجة”.
مخاوف من فقدان الخبرات
يحذر مسؤولون سابقون من أن فقدان الخبرات المتراكمة قد يعيق قدرة الولايات المتحدة على مواجهة التحديات الأمنية، ويجعلها أكثر عرضة للخطر. ويشددون على أن “فقدان هذا القدر الكبير من الخبرة سيُصعب على الولايات المتحدة منع الإرهابيين من شن هجوم إرهابي كبير بنجاح على الأراضي الأميركية”.
انتقادات للسياسة الجديدة
أثارت هذه الإجراءات انتقادات حادة من قبل أعضاء في الكونغرس، الذين اتهموا الإدارة بالتضليل بشأن حجم التخفيضات وتأثيرها على قدرة الوزارة على أداء مهامها. ووصل الأمر إلى اتهامات بالكذب خلال جلسات الاستماع في الكونغرس.
التدقيق في التأشيرات والتبادل الطلابي
تأتي هذه التخفيضات في وقت تشدد فيه الإدارة الإجراءات المتعلقة بمنح التأشيرات الدراسية وتأشيرات التبادل، مما يثير تساؤلات حول مدى اتساق هذه السياسات مع الأهداف المعلنة للإدارة.
تأثيرات محتملة على دبلوماسية الطاقة
يحذر خبراء من أن تقليص عدد الموظفين في مجال دبلوماسية الطاقة سيؤثر سلباً على قدرة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها في هذا المجال، وقد يؤدي إلى خسارة صفقات تجارية لصالح دول أخرى مثل الصين.
مخاطر تجاه الصين
تثير عمليات التسريح قلقاً بشأن قدرة الولايات المتحدة على المنافسة مع الصين، خاصة في ظل فقدان خبراء متخصصين في الشأن الصيني ويتحدثون اللغة الصينية. ويؤكد مسؤولون أن “روبيو وصف الصين أخيراً بأنها أكبر خطر على الولايات المتحدة على المدى الطويل”.