تسريبات إعلامية أمريكية تثير مجدداً قضية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى ليبيا، حيث زعمت أن رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد)، ديفيد برنياع، أبلغ مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، بسعي تل أبيب للحصول على مساعدة أمريكية لإقناع دول باستقبال مئات الآلاف من الفلسطينيين.
صمت ليبي رسمي
تلتزم السلطات الليبية الصمت حيال هذه التسريبات المتداولة إعلاميًا، والتي نفتها واشنطن سابقًا. هذه المزاعم أعادت إثارة الجدل في الأوساط الليبية.
يرى الباحث السياسي، محمد محفوظ، أن هذه التسريبات تمثل “جس نبض” من قبل واشنطن أو إسرائيل تجاه الأطراف المحلية والرأي العام الليبي، الذي يعتبر هذا الأمر “خطاً أحمر”.
مقترح الموساد
نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مصادر لم يسمها، أن برنياع أشار إلى انفتاح إثيوبيا وإندونيسيا وليبيا على استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين من غزة، واقترح تقديم الولايات المتحدة حوافز لتلك الدول.
إعادة فتح ملف التطبيع
أثارت التسريبات استدعاء ناشطين ليبيين، بينهم محمد قشوط، لملف التطبيع بين حكومة الوحدة في طرابلس وإسرائيل.
محادثات سرية مستمرة
استنتج قشوط أن هذه التسريبات تعني استمرار التواصل السري مع إسرائيل، داعياً إلى التعاطي مع الأمر بجدية قبل مواجهة أمر واقع.
نفي حكومي متكرر
خلال الأشهر الماضية، تكررت التسريبات حول مشاورات سرية بين مسؤولين ليبيين وأميركيين بشأن خطط تهجير الفلسطينيين، وهو ما نفته حكومة الوحدة في طرابلس مرارًا.
تسريبات سابقة
في مايو الماضي، تحدثت قناة “إن بي سي نيوز” عن مفاوضات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وليبيا للإفراج عن مليارات الدولارات المجمدة مقابل إعادة توطين الفلسطينيين، وهو ما نفته السفارة الأميركية ووزير الخارجية ماركو روبيو.
دقة التسريبات
يرى الباحث المتخصص في الشأن الليبي، جلال حرشاوي، في تسريبات “الموساد” الحالية ما يثبت صحة التسريبات السابقة بشأن مفاوضات ترحيل الفلسطينيين.
المحفزات المطلوبة
تساءل الأكاديمي الليبي، أحمد العبود، عن طبيعة المحفزات التي طلبتها إسرائيل من أميركا للدول التي توافق على استضافة المهجرين الفلسطينيين.
موقف الحكومة الليبية
الكاتب والباحث السياسي الليبي، عبد الحكيم فنوش، لا يجزم بحقيقة إجراء محادثات ليبية – إسرائيلية بشأن ترحيل فلسطينيين، لكنه لا يستبعد إقدام حكومة الوحدة في طرابلس على فعل أي شيء للبقاء في السلطة.
تحديات محلية وإقليمية
بمنأى عن الجدل حول المحادثات المزعومة، يرى محللون أن هناك ظروفاً محلية وإقليمية قد تحول دون تمرير هذا المخطط.
الرفض الإقليمي للتهجير
وفقًا لمحمد محفوظ، فإن أبرز هذه التحديات هو الرفض الإقليمي لترحيل الفلسطينيين، خصوصاً الرفض المصري المتكرر للتهجير.
غياب السيطرة المحلية
لا يعتقد عبد الحكيم فنوش أن التهجير قابل للتنفيذ في الداخل الليبي، مفسراً ذلك بأن عبد الحميد الدبيبة لا يسيطر بشكل كامل على الجغرافيا الليبية، ولا يملك مكاناً للتوطين أو أسساً لاستقبال الفلسطينيين.
صراع السلطة
تتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: حكومة الوحدة “المؤقتة” برئاسة الدبيبة في طرابلس، وحكومة “الاستقرار” المدعومة من البرلمان بقيادة أسامة حماد، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.